logo
العالم العربي

مع زيارته للصين.. هل غيّر البرهان بوصلته "شرقاً"؟

مع زيارته للصين.. هل غيّر البرهان بوصلته "شرقاً"؟
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يصل إلى مطار بكينالمصدر: أ ف ب
05 سبتمبر 2024، 6:55 ص

ذهب سياسيون سودانيون إلى أن توجه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى الصين، يأتي في سياق بحثه عن داعم سياسي وعسكري، بعد العزلة الغربية جراء موقفه من مفاوضات "جنيف"، وتصميمه على استمرار الحرب.

وأوضح الساسة أن البرهان ليس لديه ما يقدمه للصين حتى يحصل على مساندة سياسية أو عسكرية، لا سيما أن نظام العلاقات الدولية مبني على المصالح المشتركة؛ لأنه لا يسيطر على سوى 30% من مساحة السودان، وهو ما لا يحقق أي استفادة إستراتيجية أو اقتصادية للصين حتى تقدم أي شكل من المساندة.

والتقى البرهان، خلال ترؤسه وفد حكومة بورتسودان التي تشارك في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

أخبار ذات علاقة

البرهان والحرب العبثية.. "الجنرال الطامح" يغرق السودان في مستنقع من الدم

بحث في الدفاتر القديمة

ويرى عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية "تقدم" د. علاء عوض، أن "البرهان بات يظن أن الرهان الحالي من الممكن أن يكون عبر الشرق، لا سيما بعد انكشاف موقفه في مفاوضات "جنيف" أمام المجتمع الدولي".

وأضاف أن البرهان رد على عزلته الدولية بـ"الهرولة إلى موسكو والحديث عن القاعدة الروسية على البحر الأحمر، وتمتين العلاقات التي أُعِيدَت مع إيران، ثم الذهاب إلى الصين، وكل ذلك لتجنب الموقف الهزيل السياسي والعسكري للجيش السوداني حاليا".

ويقول عوض في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "ضعف موقف حكومة "الأمر الواقع" التي يتزعمها البرهان أمام المجتمع الدولي، بعد قطع كل الطرق على منابر السلام من جانبه، جعله يبحث في "الدفاتر القديمة" ويعمل على إحياء نظام "المؤتمر الوطني" والرئيس السابق عمر البشير، بإعادة العلاقات مع إيران والذهاب إلى الصين، سعيا للارتماء في أحضان المحور الشرقي، في محاولة للاستقواء به أمام "المحور الغربي"، لاسيما مع التصريحات الأخيرة للمبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، بعد محادثات جنيف، التي حملت تثمين موقف "الدعم السريع" بإرسال وفد رفيع المستوى إلى سويسرا في وقت لم يشارك فيه البرهان".

وتابع عوض، أنه "على الرغم من اللغة الدبلوماسية التي حاول بيرييلو استخدامها، لكن البيان الختامي وضح نظرة المجتمع الدولي إلى كل من الجيش والدعم السريع؛ ما جعل البرهان يخرج بمؤتمر صحفي يصف البيان الختامي بـ"المهزلة".

ويستبعد عوض أن تكون طموحات البرهان في دعم الصين له ذات جدوى، "لاسيما أنه يقود قوات مهزومة في كل المحاور، ولا يستطيع حماية نفسه، ولن تذهب الصين إلى توريط نفسها في حسابات غير مضمونة".

وأضاف أن "البرهان يبحث عن دعم سياسي، وإصلاح العزلة الدولية الناتجة عن الفشل الدبلوماسي، والأهم الحصول على السلاح، لتغيير الوضع الميداني على الأرض".

مستدركا بأن "الأوان قد فات كثيرا؛ إذ كان بإمكانه إنهاء الحرب في جدة، ولكنه اتبع تعليمات الحركة الإسلامية التي ساقت به هو والسودان إلى ذلك الوضع".

أخبار ذات علاقة

مصادر لـ"إرم نيوز": البرهان يقايض واشنطن بروسيا وإيران للبقاء في الحكم

رحلة البحث عن السلاح

فيما أكد المحلل السياسي سليمان مسار، أن "التوجه إلى الصين، ومن قبل إلى روسيا، والتعاون مع إيران ليس من أجل "المناكفة" مع الولايات المتحدة، بعد أن انفضح أمر البرهان أمام المجتمع الدولي في محادثات جنيف".

وتوقع بأن "لا يحصل على أي دعم من بكين؛ نظرا لأن العلاقات الدولية تُبنى على المصالح، والبرهان ليس لديه ما يقدمه للصين مقابل الحصول على السلاح الذي يحتاجه".

وأوضح مسار في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "البرهان ذهب إلى الصين أساسا بحثا عن السلاح، وليس لجلب مواد غذائية أو دوائية أو ما يستفيد به المواطن السوداني، بالإضافة إلى محاولة كسر العزلة الدولية التي بات فيها".

وأشار مسار إلى "أن العلاقات الدولية تُبنى على المصالح والبرهان الآن لا يفرض وجوده إلا على 30% فقط من السودان، وليس لديه يد عليا على الموارد، حتى تطمع الدول في التعامل معه ورعايته وتقديم يد العون له"، لافتا إلى أن "الصين تقيم علاقاتها على أسس براغماتية".

وأردف، أن "السودان من الممكن أن يتجه شرقا، ولكن لا يمتلك المقابل الذي يقدمه إلى بكين"، متسائلا: "هل يستطيع فتح مجالات استثمارية في الموارد الطبيعية للصين في السودان، في ظل سيطرة الدعم على ما يزيد على 70% من البلاد".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC