"شبح" يعرفه القليلون.. صحيفة تكشف تفاصيل اغتيال فؤاد شكر

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إسرائيل باغتيالها للقائد العسكري في ميليشيا حزب الله اللبنانية فؤاد شُكر، قتلت شبحًا سمع باسمه القليلون؛ ورآه المقربون جدًا فقط.

وبحسب الصحيفة، عاش فؤاد شكر حياة سرية للغاية ولم يعرف سوى القليل عن اسمه أو وجهه قبل أن تقتله غارة جوية إسرائيلية تسببت في وضع الشرق الأوسط على شفا الحرب.

وعلى الرغم من أن شكر عاش حياته كلها تقريبًا في قلب عمليات "حزب الله" وصنع القرار، وكان حلقة وصل رئيسة بين الميليشيا والمتبرع الرئيس لها إيران، إلا أنه كان أشبه بالشبح، لخصوصية وسرية وأهمية مكانته في مراكز القيادة العسكرية، ولم يعتد أن يراه أو يعرف صورة وجهه سوى فئة محدودة وموثوقة جدًا.

توسيع ترسانة "حزب الله"

ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فقد أشرف شُكر بعد حرب 2006 على عمليات توسيع ترسانة "حزب الله" من حوالي 15 ألف صاروخ وقذيفة إلى حوالي 150 ألف صاروخ، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن، وصواريخ كروز، والطائرات دون طيار. 

وبعد مقتل صديقيه القائدين العسكريين الأبرز في حزب الله عماد مغنية في 2008، ومصطفى بدر الدين في 2016، أصبح شُكر القائد العسكري الأعلى، والأقرب لحسن نصر الله، بحسب الصحيفة.

وأضافت أن شُكر استطاع مراوغة الولايات المتحدة والاختباء لمدة 4 عقود، بعد أن شارك بالتخطيط لتنفيذ تفجير بيروت الذي أدى إلى مقتل 241 جنديًا أمريكيًا في ثكنة لمشاة البحرية.

تفاصيل اللحظات الأخيرة

وفي تفاصيل خيوط الاغتيال، قال مسؤول كبير في ميليشيا "حزب الله"، إن القائد الذي لا يعرفه سوى القليل من الناس قضى يومه الأخير، 30 يوليو/تموز الماضي، في مكتبه بالطابق الثاني من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت. 

وذكر المسؤول أن شُكر كان يعيش في الطابق السابع من المبنى نفسه، وهو ما يحد على الأرجح من الحاجة إلى التنقل في العراء.

وبحسب المسؤول، تلقى شُكر مكالمة من شخص قبل اغتياله بوقت قليل طلب منه الانتقال إلى الطابق السابع.

وأكد المسؤول، أن الدعوة لسحب شُكر إلى الطابق السابع؛ حيث سيكون من الأسهل استهدافه وسط المباني المحيطة، جاءت على الأرجح من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لـ"حزب الله". 

وأضاف المسؤول أن الميليشيا وإيران يواصلان التحقيق بالفشل الاستخباراتي، لكنهما يعتقدان أن إسرائيل تغلبت على المراقبة المضادة للحزب بتكنولوجيا أفضل واختراقات.

وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل شُكر كان بمنزلة ضربة كبيرة للميليشيا؛ إذ قضى على أحد أفضل الإستراتيجيين فيها، وكشف عن مدى القدرة على اختراق عملياتها.