logo
العالم العربي

فرنسا تلعب ورقة الاقتصاد لتطوير علاقاتها مع المغرب

فرنسا تلعب ورقة الاقتصاد لتطوير علاقاتها مع المغرب
08 أبريل 2024، 6:20 م

قال خبراء، إن فرنسا ترى في الاقتصاد مدخلاً هامًّا لإعادة الدفء إلى علاقتها مع المغرب، والتي توصف بـ"المتجذرة"، بعدما شهدت توترًا حادًّا خلال السنوات الأخيرة.

وزار المملكة قبل أيام، وزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستير، حيث أجرى لقاءات مع وزراء مغاربة، وذلك بعد أسابيع من زيارة أخرى قام بها وزير الخارجية، ستيفان سيجورني.

وأعرب ريستر، عن استعداد بلاده للاستثمار إلى جانب الرباط في الصحراء المغربية، في خطوة عدها مراقبون بداية لتغيير باريس موقفها من قضية الصحراء.

كما أكد الوزير الفرنسي في تصريحات صحفية أن الوقت حان لإنعاش العلاقة بين بلاده والرباط. 

ويستعد المغرب أيضاً لاستضافة وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، وزميله في الحكومة مارك فينو، وزير الزراعة، قبل نهاية الشهر الجاري.

ويرى مراقبون أن العلاقات المغربية الفرنسية تسير نحو الدخول إلى فصل جديد من التعاون.

ورقة الاقتصاد

ورأى لحسن حداد، الوزير السابق رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، أن الزيارات الأخيرة لمسؤولين فرنسيين إلى المغرب، وما رافقها من سعي فرنسي حثيت لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين "تتضمن إشارات إيجابية، وهي أحد المداخل الرئيسة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مستواها السابق".

وأضاف حداد ضمن تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "نموذج الاستثمارات الأساسية التي يضعها المغرب وخصوصاً في أقاليمه الجنوبية بدأت تعطي ثمارها، والتي ستؤدي لا محالة إلى جاذبية كبيرة". 

وفي سياق آخر، اعتبر الوزير السابق أن "سعي فرنسا إلى الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة، هو اعتراف ضمني بمغربية الصحراء"، معتبرًا أن باريس "تفهم حساسية هذا الملف وتريد أن تكون سبّاقة في تنمية هذه الأقاليم على المستوى الاقتصادي تحسباً لدعم السيادة المغربية".

وفرنسا هي أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، كما أن المملكة هي أكبر مستثمر أفريقي في فرنسا.

أخبار ذات صلة

هل تخسر فرنسا آخر حلفائها في الساحل الأفريقي؟

           

إعادة الاستراتيجية

من جهته، أكد محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن النكسات التي تعرضت لها فرنسا في غرب أفريقيا وخروجها من النيجر وبوركينا فاسو ومالي قد دفعها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها، وخصوصاً في مقاربتها لعلاقتها مع المغرب. 

وأكد ماء العينين في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن فرنسا بدأت تشعر بفقدان مكانتها التاريخية في المغرب لصالح إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفاعلين جدد.

وأشار إلى أن العقود التجارية والاقتصادية الكبرى التي تعقدها المملكة مع شركات صينية وبريطانية باتت تزعج باريس؛ ولهذا هي تريد العودة بقوة إلى الساحة المغربية.

واعتبر المتحدث أن المملكة - باعتبارها قوة مستقرة في المنطقة - أصبحت منصّة ومعبرا نحو أفريقيا، مشدداً على أن فرنسا باتت تدرك أن التعامل مع أفريقيا يفترض التعامل مع المغرب. 

وزاد ماء العينين، أنه "بفضل نجاحات المغرب الدبلوماسية وإصراره على استراتيجيته الأفريقية، أصبح أكبر دولة أفريقية تستثمر في القارة السمراء". 

الدبلوماسية الاقتصادية 

وقال ماء العينين، إن "ملف الصحراء هو النظارة التي بات ينظر بها المغرب إلى العالم، وعلى هذا الأساس، تُصر المملكة على وضوح مواقف شركائها بشأن هذه القضية".

وشدد على أن "المؤشرات الراهنة تبرز أن الخطوة القادمة لفرنسا هي الاعتراف بمغربية الصحراء، أو تبني نفس الموقف الإسباني كحد أدنى".

وأكد نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن "الطريقة الموازية لذلك هي الدبلوماسية الاقتصادية، حيث فهمت فرنسا أن تغييبها عن الميدان وعلاقتها التي كانت متردية مع المملكة أدى إلى فقدان مكانتها مقابل منافسيها الذين يستثمرون في الصحراء مثل إسبانيا".

ورأى أن "سماح فرنسا لشركاتها بالاستثمار في الصحراء هي فرصة لباريس لاستعادة بعض خسائرها، وأيضاً للركوب في قطار التنمية المغربي الأفريقي".

أولويات الحكومة الفرنسية 

من جهته، قال المحلل الاقتصادي المهدي فقير، إن العلاقات المغربية - الفرنسية "تاريخية"، مشيراً إلى أن هذه الدولة الأوروبية "ليست بالشريك العابر".

وأضاف فقير في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الحكومة الفرنسية الجديدة "جاءت بمجموعة من الأولويات؛ ومن ضمنها تكليف وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني بكتابة فصل جديد في العلاقات بين الرباط وباريس، وهو ما نلاحظه اليوم من خلال تكثيف الزيارات وعقد لقاءات ثنائية خصوصاً في المجال الاقتصادي".

وزاد الخبير الاقتصادي المغربي: "اليوم نلاحظ بعض الإشارات الإيجابية من الجانب الفرنسي، ولكنها في تقديري ليست كافية سياسيًّا، لكنها إشارات ذات طابع ومغزى عميق في الجانب الاقتصادي". 

ورأى المتحدث أن باريس "تسارع الزمن لاستدراك ما فاتها؛ لأن المملكة لم تنتظر فرنسا عندما توترت العلاقات الثنائية؛ ولهذا تريد هذه الدولة الأوروبية الذهاب أبعد من ذلك من خلال إعطاء مؤسسات تمويلية فرنسية الضوء الأخضر لتمويل مشاريع في الصحراء، وهو قرار بحمولة كبيرة وقوية".

وأردف: "المغرب يطالب اليوم بموقف فرنسي واضح بشأن قضيته الوطنية، وأن أنصاف المواقف والتصرفات الرمادية أصبحت غير مقبولة في يومنا هذا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC