logo
العالم العربي

العراق يسير بلا حكومة وسط استمرار الصراع السياسي

العراق يسير بلا حكومة وسط استمرار الصراع السياسي
09 أكتوبر 2022، 9:27 ص

تحِلُّ الذكرى السنوية الأولى على إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق، الإثنين، وسط استمرار الصراعات السياسية وعدم تشكيل الحكومة الجديدة، مع دعوات إعادة الانتخابات المبكرة وحل البرلمان العراقي الحالي، بسبب عجز القوى السياسية عن حل الخلاف على مدى عام كامل.

ويعيش العراق أزمة هي الأطول من نوعها، إذ حالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في الـ10 من أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وتطورت هذه الأزمة إلى الصدام المسلح بعد اقتحام أنصار "التيار الصدري" المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان.

وتطور المشهد بعد ذلك إلى اشتباكات بين المحتجين وبين جهات محسوبة على "الحشد الشعبي"، أوقعت عشرات القتلى والجرحى، قبل أن يوجه زعيم التيار مقتدى الصدر أنصاره نحو الانسحاب.

وقال النائب المستقل في البرلمان العراقي هادي السلامي، لـ "إرم نيوز"، إن "العراق مرَّ بأطول أزمة سياسية في تاريخه، وهذا بسبب صراع القوى المتنفذة على السلطة والنفوذ، وهذا الصراع ما زال مستمرًّا وقائمًا رغم مرور عام كامل على إجراء الانتخابات البرلمانية".

وأضاف "رغم مرور عام كامل على الانتخابات البرلمانية، فلا بوادر لحل الخلاف والصراع السياسي على السلطة وهذا الخلاف يتعمق يومًا بعد يوم، وهذا الأمر يثير مخاوف كبيرة وكثيرة لدى الأوساط الشعبية وحتى السياسية من تكرار عمليات الصدام المسلح، بسبب الصراع السياسي على السلطة، كما حصل سابقًا في المنطقة الخضراء ومحافظة البصرة وغيرهما".

وأكد السلامي، أن "الأزمة السياسية لن تُحل في القريب العاجل، خاصة أن هناك أطرافًا سياسية تعتاش على هكذا أزمات وخلافات من أجل تمرير بعض الصفقات المشبوهة، ولهذا سيكون لنا دور كنواب مستقلين في البرلمان لمتابعة أي تحرك عليه أي شبهة من أي جهة كانت".

من جهته، قال المحلل السياسي أحمد الشريفي، لـ "إرم نيوز"، إن "بقاء الأزمة السياسية في العراق دون حلول رغم مرور عام كامل على إجراء الانتخابات البرلمانية يؤكد ويدل على فشل الطبقة السياسية، وهذا ما يدعو إلى تغيير هذه الطبقة، من خلال انتخابات برلمانية جديدة، يكون السلاح المنفلت بعيدًا عنها كما المال السياسي، حتى تجري وفق الأطر الديمقراطية الصحيحة والحقيقية".

وحذر الشريفي، من أن "بقاء الأزمة السياسية دون حلول خلال الفترة المقبلة، ومع الإحاطة الخطيرة، التي قدمتها الممثلة الأممية الخاصة جينين بلاسخارت في مجلس الأمن الدولي، خلال الأيام الماضية، سوف يدفع نحو تدخل المجتمع الدولي بصورة مباشرة وأقوى بالشأن العراقي، خاصة أن تلك الإحاطة أعلنت بشكل واضح ورسمي فشل وفساد الطبقة السياسية في العراق".

وأضاف "التيار الصدري لن يَسمح للإطار التنسيقي بتشكيل الحكومة الجديدة، وهذا يعني استمرار الأزمة دون حلول مع إصرار الإطار على المضي بحكومة محمد شياع السوداني، وهذا ما يثير مخاوف مِن تحوّل الصراع السياسي إلى الصدام المسلح غير المحدود، كما حصل سابقًا.. وهنا المجتمع الدولي ستكون له كلمة واضحة تجاه الوضع العراقي".

ويتضاعف القلق في الشارع العراقي من استمرار الأزمة السياسية الأطول في البلاد منذ الغزو الأمريكي للعراق، العام 2003، بعد دخول الميليشيات والجماعات المسلحة الحليفة لإيران على خط الأزمة، بالاصطفاف مع قوى ”الإطار التنسيقي“ ضد ”التيار الصدري“ الذي تصدَّر الانتخابات الأخيرة التي أجريت في الـ 10 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC