عاجل
ارتفاع قتلى انفجارات أجهزة الاتصال إلى 9 والمصابين إلى 2750
خبراء: الرد الإيراني سيطال مواقع عسكرية إسرائيلية "متفقاً عليها"
قال خبراء عسكريون، في حديثهم لـ"إرم نيوز"، إن الرد الإيراني على إسرائيل سيكون على الأرجح من جهة الجبهة اللبنانية عبر حليفتها ميليشيا حزب الله، مرجحين أن يطال الرد مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة "متفقًا عليها".
وأضاف الخبراء أن الضربات لن تستهدف مواقع مأهولة بالسكان، ولكنها قد تطال بعض المباني التي تحمل دلالات سياسية، مثل الكنيست أو وزارة الدفاع أو مواقع القيادة العسكرية الإسرائيلية ومحطات الرادار.
وصرح المحلل الاستراتيجي، الجنرال المتقاعد من الجيش الأردني مأمون أبو نوار، بأن مسألة توجيه إيران لضربات أو تنفيذ عمليات عبر حزب الله تتوقف على تطور مسار المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن الأيام الخمسة المقبلة ستكون حاسمة في هذا الإطار.
وأضاف أبو نوار في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه في حال فشلت المفاوضات، فإن الرد الإيراني عبر حزب الله قادم لا محالة، مرجحًا أن يطال مواقع عسكرية حساسة، وأن يتجنب المواقع أو المباني أو الوزارات المأهولة بالمدنيين.
وفيما يتعلق بشكل رد حزب الله، قال أبو نوار، "أعتقد أن هناك أهدافًا ستكون في مرمى الاستهداف أو ضمن الخيارات، وعلى رأسها مركز القيادة والاتصال والاستطلاع والكمبيوتر الإسرائيلي، وإذا اُسْتُهْدِف فسوف يشل حركة إسرائيل العسكرية وحلفائها في المنطقة، وسيؤثر على العمليات الجوية الإسرائيلية بوصفه مركزًا استراتيجيًا مهمًا يضم رادارات وأجهزة اتصال عسكرية حديثة".
وتابع أبو نوار، "قد تكون من الخيارات أيضًا مراكز ذات مدلول سياسي مثل الكنيست أو مبنى القيادة العسكرية أو محطة غاز، وإذا استهدفت فستشل كافة القطاعات في إسرائيل وكذلك تؤثر في بنيتها التحتية"، مرجحًا أن "يكون رد حزب الله عبر اتفاق بين الأطراف المعنية والفاعلة في المنطقة، وفي مركز القرار الدولي".
ومن جهته، يرى الجنرال المتقاعد ضيف الله الدبوبي، أن العمل العسكري المتوقع من قبل إيران عبر حزب الله سيكون من خلال ضربات مدروسة، وسيتجنبون فيها أي عمليات برية، ذلك أن مسافة الإمدادات بين إيران وحلفائها وصولًا لحزب الله ستكون بعيدة، ما يعني أن محاولة الدخول في معركة برية ستكون عواقبها غير معروفة.
وأضاف الدبوبي لـ"إرم نيوز"، أن إيران تقوم الآن بمناورات عسكرية تحاكي مسألة الرد على إسرائيل، لكنها لن تفعل ذلك على الأرجح، بل سيكون الرد عبر حزب الله من خلال عمليات نوعية غير كبيرة، لكنها ستكون أقوى من المناوشات التي رأيناها في الأشهر الماضية.
وأوضح الدبوبي، "لا أتوقع أن يكون رد حزب الله مؤثرًا، وربما يستهدف مراكز عسكرية في حيفا، وسيكون حذرًا من استهداف المدنيين أو استهداف المدن بشكل عام، حتى لا يتغير مسار الصراع إلى حرب مدن تصبح فيها الأمور أكثر تعقيدًا، ونشهد فيها خسائر بشرية كبيرة واستهدافًا للبنى التحتية".
وتابع الدبوبي، "ربما تلجأ إيران إلى الرد عبر ذات الطريقة التي تم فيها اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وهذا سينقلنا إلى مشهد جديد من الصراع، لكن المؤكد أن حزب الله لن ينفذ هجمات مؤثرة، وهناك أطراف دولية فاعلة في المنطقة لا تريد الدمار والخراب للبنان".
وأضاف الدبوبي، "صحيح أن بعض الأطراف الإقليمية والدولية ليست على توافق مع حزب الله، لكنها لا تريد أن يتم استهداف لبنان، وسوف تبذل أقصى الجهود للحيلولة دون ذلك، رغم أن إسرائيل بقناعتي سوف تدخل إلى لبنان سواء رد حزب الله أم لم يقم بأي حركة، وعليه نحن أمام مشهد معقد عنوانه تمادٍ إسرائيلي يقوده نتنياهو نحو جر المنطقة للفوضى".
فيما يقول الخبير الاستراتيجي والسياسي الدكتور عامر السبايلة، إنه يبدو أن هناك رغبة لدى حزب الله في الرد على إسرائيل، ليس عسكريًا فقط، وإنما استخباراتيًا على ذات النحو الذي تعرض له الحزب في اغتيال فؤاد شكر أحد أهم قيادات الحزب.
وقال السبايلة لـ"إرم نيوز" ربما يكون رد حزب الله عبر الفكرة التقليدية بإمطار إسرائيل بهجمات، لكن اليوم هناك خشية من فكرة تداعيات الرد الإسرائيلي على مثل تلك الهجمات، وبالتالي سيكون هناك محددات كبيرة في طبيعة الرد وشكله ومكانه.
ومنذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو الماضي، والعالم منشغل بمسألة الرد الإيراني على تلك العملية، التي تزامنت كذلك مع اغتيال فؤاد شكر أبرز قيادات حزب الله العسكرية، حيث توعدت إيران عبر مسؤوليها برد مزلزل على إسرائيل، فيما قال نتنياهو إن إسرائيل سوف تتخذ كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها.
