عاجل

بدء جلسة الحكومة الإسرائيلية المصغرة في مقر وزارة الدفاع بعد تأجيلها لساعات

logo
العالم العربي

الأمراض النفسية في سوريا.. كثرة المصابين ونُدرة المعالجين

الأمراض النفسية في سوريا.. كثرة المصابين ونُدرة المعالجين
03 مارس 2024، 10:05 ص

شهدت سوريا خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا حادًّا في أعداد المرضى النفسيين بسبب ظروف الحرب، وفي المقابل انخفض عدد المستشفيات والأطباء المقيمين.

وتشير أرقام الرابطة السورية للأطباء النفسيين إلى خروج بعض المشافي النفسية عن العمل بشكل كامل لبضع سنوات، بسبب التدمير الكلي أو الجزئي.

واستنادًا إلى جداول الأمم المتحدة عن انتشار الاضطرابات النفسية خلال الأزمات، فإن 4% من السوريين يعانون أمراضًا نفسية شديدة، فيما تعرّض 5% إلى إصابات متوسطة.

وتشير دراسة أعدّها مركز الصليب الأحمر الدولي عام 2017، إلى أرقام أعلى من ذلك بكثير، واستنادًا إلى تحليل أجرته الهيئة الطبية الدولية بين اللاجئين والنازحين داخليًّا في سوريا والأردن ولبنان وتركيا، تبيّن وجود 54% من السوريين لديهم اضطرابات انفعالية.

ويوجد في سوريا ثلاثة مستشفيات نفسية كبيرة تابعة لوزارة الصحة، هي: "ابن خلدون" في حلب، وقد توقف عن العمل بسبب التدمير، و"ابن سينا" في ريف دمشق الذي تضرّر كثيرًا بسبب وجوده في منطقة ساخنة سابقًا، و"ابن رشد" في دمشق.



صعوبة الإحصاءات الدقيقة

وبسبب النظرة الخاطئة للأمراض النفسية، فإن الإصابات التي لا تراجع المشافي لا يمكن معرفتها بطرق الإحصاء التقليدية، لكن الدكتور أيمن دعبول مدير مشفى ابن سينا، يقول إن عدد مراجعي المشفى يتراوح بين 20 و30 مريضًا يوميًّا.

ويقول الدكتور عمار برازي لـ:"إرم نيوز": "ارتفعت أعداد المراجعين للعيادة بشكل كبير خلال الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة، وهذا يعتبر طبيعيًّا".

وبسبب النقص الكبير في الأطباء النفسيين، وهجرة الكثير منهم إلى الخارج، تم اعتماد أسلوب المعالجة عبر الاتصال عن بعد بواسطة برامج التواصل الاجتماعي.

ويضيف الدكتور برازي: "أقوم بمعاينة المرضى عبر برنامج زووم، نظراً لوجودي في أوروبا حاليًّا، فالمرضى بحاجة إلى متابعة دائمة حتى لا يتعرّضوا إلى انتكاسات".

ويضاف إلى معاناة المرضى النفسيين الصحية، عدم تقبّل المجتمع لهم، والجهل بكيفية التصرّف مع حالاتهم.

ويؤكد الدكتور دعبول وجود بعض المرضى في مشفى ابن سينا، ممن لم يزرهم أهلهم منذ سنوات طويلة، كما إن بعض الأهالي يرفضون خروج مريضهم رغم تماثله للشفاء.



نقص الكوادر الطبية

وقياسًا إلى عدد السكان، فإن سوريا تحتاج إلى عدة آلاف من الأطباء النفسيين، في حين يقل عددهم اليوم عن 45 طبيبًا، موزّعين بين القطاع العام والخاص.

ويقول الدكتور دعبول: "لا يوجد اليوم في المشفى سوى طبيبين، بينما عدد المرضى يتطلب وجود أكثر من 30 طبيبًا".

ويعزف الكثير من الطلاب عن الاختصاص بالطب النفسي مفضّلين مجالات أخرى. وقد تعرّض عددهم القليل إلى النزيف الحاد بعد الحرب والضائقة الاقتصادية المتفاقمة عندما فضلوا الهجرة للخارج.

وتقول منظمة اليونيسف، إن ثلث أطفال سوريا يعانون من الضيق النفسي واضطرابات النوم والقلق بدرجات متفاوتة لا بد من معالجتها.

ويقول الدكتور برازي: "إن الأعداد المرتفعة للمرضى النفسيين، لا يمكن تغطيتها بالعدد القليل المتوفر من الأطباء، فالطبيب قادر على إجراء جلسات محدودة من العلاج يوميًّا".

مرضى الحرب

وتكثر الإصابات النفسية بين فئة الشباب والأطفال، نتيجة تعرّضهم لمشاهدات مرعبة أثناء الحرب، أو بسبب فقدانهم لأفراد من العائلة، أو تعرّضهم الشديد للخطر.

وتتصدّر الكآبة قائمة الأمراض النفسية في سوريا، بسبب تفاقم الأزمة وانسداد الأفق والضيق الاقتصادي؛ ما رفع أعداد المهاجرين إلى أرقام كبيرة تجاوزت 6.5 مليون لاجئ سوري حسب أرقام الأمم المتحدة.

ويقول الدكتور برازي: "تفتك الأمراض النفسية بالمجتمعات بشكل صامت، بسبب عدم الإسراع في المعالجة، والنظرة السلبية للناس تجاهها. ويسبّب انتشار هذه الأمراض عطالة في الإنتاج، وقلقًا للأسر التي يتعرّض أحد أفرادها للإصابة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC