بعد مكالمة بايدن ونتنياهو.. ما أبعاد إرسال دفاعات أمريكية إلى إسرائيل؟

أثارت المكالمة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تمحورت حول نشر دفاعات عسكرية أمريكية جديدة في المنطقة، جملة من التساؤلات حول التوقيت والدلالات والأبعاد.

ويرى الخبير السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة الشرق الأوسط الأردنية، الدكتور صدام المشاقبة، أن نشر دفاعات جوية جديدة أمريكية في المنطقة هدفه ردع إيران وحماية إسرائيل، في حال ردت طهران بهجوم واسع على اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية، مرجحا أن يكون الرد "محدوداً".

ويأتي ذلك في الوقت الذي يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدا غير مسبوق، بعد اغتيال القيادي في ميليشيا حزب الله فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في لبنان.

وزادت حدة التصعيدات عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، خلال زيارته لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.

 

وأضاف الدكتور المشاقبة، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أنه بات من الواضح أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حريصة على إنهاء الحرب في غزة من خلال التوصل إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

وبيّن الأكاديمي أن هذا الحرص الأمريكي ربما يأتي مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، ومحاولة الديمقراطيين استرداد شعبيتهم وسط منافسة قوية من المرشح الجمهوري دونالد ترامب. 

وأكد المشاقبة أن الإدارة الأمريكية لا ترغب في توسيع رقعة الحرب، للحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط، والحفاظ على ثقة حلفائها الإستراتيجيين في المنطقة، لذلك تحاول الضغط على إسرائيل لإيقاف أي هجمات جديدة على إيران وحلفائها.

وفي وقت سابق، كشف البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث، خلال اتصال هاتفي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر دفاعات عسكرية أمريكية جديدة.

وقال البيت الأبيض، في بيان له، إن نشر الدفاعات العسكرية الأمريكية تلك تهدف إلى دعم إسرائيل ضد تهديدات مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة، وفق "فرانس برس".

وأضاف البيان أن بايدن أكد لنتنياهو، خلال المحادثة الهاتفية، التي شاركت فيها أيضاً نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، "أهمية الجهود المستمرة لتهدئة التوترات في المنطقة".

التزام أمريكي بأمن إسرائيل

وأوضح البيان أن "الرئيس أكد مجدداً التزامه بأمن إسرائيل في مواجهة أي تهديدات من إيران، بما في ذلك من جماعات إرهابية تعمل بالوكالة، مثل حماس وحزب الله والحوثيين".

وكان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، قد أشار، أخيراً، إلى أن الولايات المتحدة "منخرطة في جهود مكثفة" لتجنّب توسع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة، أن واشنطن تستعد لإرسال طائرات حربية إضافية إلى الشرق الأوسط؛ بسبب تهديدات إيران ووكلائها بشن هجوم على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وفق الأناضول.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري، لم تسمه، قوله إن قوات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتخذ "الإجراءات اللازمة" لزيادة الاستعداد القتالي وحماية الجنود الأمريكيين وحلفائهم من تهديدات إيران أو الميليشيات التي تدعمها.

وذكر المسؤول العسكري أن العمل جار لتحديد عدد الطائرات التي يجب إرسالها للمساعدة على الدفاع عن إسرائيل، من دون أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الصراع في المنطقة.

وتوعدت كل من حماس وإيران بالرد على اغتيال هنية، في حين تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع في المنطقة.

وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر، حربا على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.