logo
العالم العربي

خبراء: انتصارات "الدعم السريع" تفتح الباب للسيطرة على شرق السودان

خبراء: انتصارات "الدعم السريع" تفتح الباب للسيطرة على شرق السودان
عناصر من قوات الدعم السريعالمصدر: رويترز
04 يوليو 2024، 5:07 م

أربك التمدد العسكري الأخير لقوات الدعم السريع، حسابات قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، بعدما فتح الباب أمامها واسعًا للسيطرة على كامل شرق السودان، وفقًا لمحللين.

وفيما يشبه الانهيار لقوات الجيش السوداني واصلت قوات الدعم السريع تقدمها في ولاية سنار، عقب سيطرتها على عاصمتها مدينة سنجة، وتمددت جنوبًا وشرقًا حتى تخوم ولايتي النيل الأزرق والقضارف.

وأرسل قبل يومين القائد بقوات الدعم السريع المك عبيد محمد سليمان ابوشوتال زعيم قبائل الهمج، التي تقطن ولاية النيل الأزرق، رسالة إلى الأعيان في مدينة الدمازين يحثهم على الجلوس وإقناع قادة الجيش في الفرقة الرابعة بالانسحاب وتجنيب المنطقة المواجهات العسكرية، قائلًا إن "الدعم السريع" في طريقها إلى بسط سيطرتها على النيل الأزرق سلمًا أو حربًا.

وتقع ولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان بمحاذاة دولتي جنوب السودان وإثيوبيا، وتحدها من الشرق ولاية القضارف التي باتت هي الأخرى في مرمى نيران قوات الدعم السريع.

فتح مسارات

ويرى المحلل السياسي علي الدالي، أن تمدد قوات الدعم السريع هذه الأيام وسط سقوط حمايات الجيش يأتي ضمن مخطط للسيطرة على منطقة شرق السودان لفتح مسارات إمداد جديدة على الحدود الشرقية.

وقال لـ"إرم نيوز" إنه حال تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على ولايتي النيل الأزرق والقضارف فإنها ستتمدد عسكريًا للاستيلاء على ولايتي كسلا والبحر الأحمر ليصبح كامل إقليم شرق السودان  تحت قبضتها.

ورجح الدالي أن تشهد المنطقة الشرقية والجنوبية من البلاد خلال الأيام المقبلة معارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محاولة للحسم العسكري قبل استئناف التفاوض مرة أخرى.

أخبار ذات علاقة

السودان.. "الدعم السريع" تشكل لجنة لحماية "المزموم" من هجمات الإسلاميين (فيديو)

 

وأضاف أن المجتمع الدولي يراقب هذه التطورات وقد يتدخل للضغط على الطرفين بغية العودة لطاولة التفاوض، مشيرًا إلى أن قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان أظهر رغبته في التفاوض رغم ما أعلنه من رفض وشروط.

وكان قائد الجيش السوداني الذي ظل يرفض باستمرار العودة للتفاوض، خرج بعد يومين من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار ليقول مجددًا إنه لن يذهب للتفاوض وهو مهين في إشارة إلى فقدانه مناطق كانت تحت سيطرته.

وفي المقابل ظل قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" يرحب على الدوام بالتفاوض ويقول إنه يرغب في إنهاء الحرب على طاولة منبر جدة، رغم أن قواته تحرز تقدمًا عسكريًا في جبهات مختلفة.

الحسم العسكري

بدوره يشير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبو عبيدة برغوث، إلى أن قوات الدعم السريع بدأت تتجه إلى الحسم العسكري وبسط سيطرتها على منطقة شرق السودان.

وقال لـ"إرم نيوز" إن رفض قيادات الجيش السوداني للتفاوض يمنح قوات الدعم السريع المبرر الكافي للتقدم عسكريًا في مواقع جديدة خصوصًا شرق السودان الذي بدأ الآن على ما يبدو هدفًا استراتيجيًا لها.

حال سيطرة قوات الدعم السريع على ولايات جنوب وشرق السودان فإنها ستكون قد وضعت يدها على أغنى المناطق الزراعية والغابية والحيوانية

أبو عبيدة برغوث

وأضاف برغوث أنه "حال سيطرة قوات الدعم السريع على ولايات جنوب وشرق السودان فإنها ستكون قد وضعت يدها على أغنى المناطق الزراعية والغابية والحيوانية فضلًا عن السيطرة على الموانئ على ساحل البحر الأحمر".

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع قد لا تعود للتفاوض في القريب بعد ذلك لأنها تكون قد حاصرت الجيش في مناطق محدودة بشمال السودان.

دور رئيس

ومنذ سيطرتها على مدينة سنجة في ولاية سنار واصلت قوات الدعم السريع، تقدمها عسكريًا على حساب الجيش السوداني، الذي تراجع إلى ولايتي النيل الأزرق والقضارف.

وعقب سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية سنار قطع الجيش السوداني خدمات الاتصالات والإنترنت عن ولاية النيل الأزرق المجاورة، كإجراء وقائي لمنع تقدم "الدعم السريع" جنوبًا، وفق خبير عسكري.

أخبار ذات علاقة

السودان.. ماذا تعني سيطرة "قوات الدعم السريع" على الفولة؟

 

وقال الخبير العسكري الذي فضل حجب اسمه لـ"إرم نيوز" إن الجيش السوداني قصد من قطع خدمة الاتصالات والإنترنت عن ولاية النيل الأزرق، فصل التواصل بين قوات الدعم السريع ومؤيديها في مدن الولاية، مشيرًا إلى أن المؤيدين يلعبون دورًا رئيسًا في حسم المعركة عسكريًا.

وذكر أن كثيرًا من المناطق الجنوبية بولاية سنار سيطر عليها مواطنون وأعلنوا انحيازهم لقوات الدعم السريع بمجرد دخولها لمدينة سنجة، ما يعني أن هنالك كثرًا في النيل الأزرق ينتظرون تقدم الدعم السريع لمساعدتها في السيطرة على الولاية، وفق قوله.

ويتكون شرق السودان من ثلاث ولايات هي "القضارف وكسلا والبحر الأحمر" تقع بمحاذاة دولتي إثيوبيا وإريتريا، كما تطل على ساحل البحر الأحمر في مساحة تزيد على 350 كيلو مترًا.

ويوجد في ولاية القضارف أخصب الأراضي الزراعية التي يُزرع فيها محاصيل السمسم والفول السوداني والذرة بأنواعها، كما تُعد الولاية غنية بالذهب حيث يوجد بها عدد من المناجم ويمارس فيها التعدين الأهلي بصورة واسعة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC