ينتج ثلث نفط ليبيا.. من يقف وراء إغلاق حقل "الشرارة"؟

 توقف الإنتاج في حقل الشرارة النفطي في ليبيا مساء الاثنين وسط تساؤلات حول الجهات التي تقف خلف هذا الإغلاق رغم أن المؤسسة الوطنية للنفط قالت إنه أغلق بسبب احتجاجات للأهالي في أوباري.

ويتمتع هذا الحقل بأهمية خاصة، إذ يعد الأكبر في البلاد من حيث الطاقة الإنتاجية، التي تبلغ 350 ألف برميل يوميًا.

وجاء تعطل الإنتاج في الحقل إثر احتجاجات من أهالي أوباري، لكن الساعات الماضية شهدت تراشقًا بالاتهامات، إذ وصف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الذي يواجه محاولات لعزله من منصبه، التهديد بغلق حقل الشرارة بـ "الابتزاز السياسي".

ودان الدبيبة في بيان محاولات تعطيل الإنتاج هناك.

وكان سكان أوباري، قد هددوا في بيان تلاه ناطق باسمهم من موقع الحقل، بإغلاقه بالكامل، ما لم تتحقق مطالبهم، التي تتعلق بالظروف المعيشية والخدمية، واتهموا الحكومات المتعاقبة بعدم الاستجابة لوضع برامج للتنمية في المنطقة.

وعلق الخبير العسكري الليبي عادل عبد الكافي على هذا التطور بالقول إن: "من قاموا بالخروج ببيان يحمل التهديدات بغلق حقل الشرارة الذي ينتج ثلث إنتاج ليبيا من النفط الخام هم خرجوا بأوامر من أطراف معينة من أجل ابتزاز دول أوروبية".

وأوضح عبد الكافي في تصريح لـ "إرم نيوز" أن: "هناك ملاحقات دولية وغربية لها علاقة بتدفق السلاح إلى ليبيا وما يمثله ذلك من خرق للقرارات الدولية والأممية التي تفرض حظرًا على الأسلحة؛ لذلك يلجأ البعض إلى ورقة غلق حقول النفط من أجل ابتزاز العواصم الغربية".

وأكد أن "ما يحدث يشكل عبثًا؛ لأنه لعب بمقدرات الشعب الليبي وهي أزمة يمكنها أن تضعف أكثر الاقتصاد الليبي وسيكون له انعكاسات على المواطنين وهذه التصرفات العبثية تهدد مصالح الدول الغربية أيضًا، التي قد تفرض في مرحلة ما عقوبات على المؤسسة الوطنية للنفط".

وقال بيان للمؤسسة الوطنية للنفط إنه "تم وقف عمليات إنتاج النفط الخام من حقل الشرارة اعتبارًا من الثالث من (آب) أغسطس على خلفية التأخر في تنفيذ مطالب حراك فزان الممثل لأهالي الجنوب".

ولكن قائد حراك فزان بشير الشيخ نفى أن يكون لأعضائه أو الحراك علاقة بغلق حقل الشرارة ما يبقي على تكهنات واسعة بشأن الأطراف التي تقف خلف هذه الأزمة.

وقال المرشح الرئاسي سليمان البيوضي إنه: "ليس واضحًا بالضبط من يغلق حقل النفط وما هدفه من ذلك، ولا يبدو منطقيًا أن المطالب المرفوعة واقعية".

وتابع البيوضي لـ "إرم نيوز" أن: "النفط في ليبيا يستغل كورقة للضغط على السلطة داخليًا أحيانًا، وورقة للضغط الدولي أحيانًا أخرى، وللأسف لا أحد يدرك مخاطر وضرر هذه الإغلاقات على البنية التحتية لقطاع النفط وعلى الاقتصاد الوطني". 

ولفت إلى أن "أحداث الغلق تؤثر أيضًا على موثوقية الشريك الأجنبي على ضمان تدفق الإمدادات من ليبيا بشكل آمن، للأسف ليبيا تتآكل من كل زاوية ولا أحد يهتم بالمستقبل". 

وأنهى البيوضي حديثه بالقول إن: "هناك تساؤلًا ملحًا يطرح، هل عمليات الإغلاق تتم دون تنسيق مع السلطات المتمركزة في مواقع الإمدادات المستهدف وقف ضخها؟ في العادة المؤسسات المسيطرة شريكة في هذه الإغلاقات".