محللون سودانيون: "مماطلة" البرهان وحلفائه تهدد بإفشال "لقاء القاهرة"

أجمع ساسة سودانيون على توقعاتهم بعرقلة وفد الجيش السوداني لـ "لقاء القاهرة" المنعقد بحضور المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو، بهدف السعي لتنفيذ مخرجات "اتفاق جدة" لوقف الحرب في السودان.

وما زال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وحلفاؤه يعطلون المحاولات الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات وتمريرها في ظل انتشار المجاعة بين السودانيين في مناطق النزاع.

وقد عطل البرهان أخيرًا المحادثات التي سعت إليها أمريكا في جنيف، وتتجدد المحاولة المتعلقة بإحياء ما خرج به منبر "جدة"، من خلال لقاء القاهرة، بحثًا عن أي سبيل يأتي بوقف إطلاق النار في السودان.

ضغط دولي

عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان "تقدم"، علاء عوض، توقع عدم نجاح "لقاء القاهرة" في بلورة معادلة سياسية سودانية قادرة على إسكات البنادق، مشيرًا إلى ضرورة أن تتخذ الوساطات الدولية والإقليمية خطوات ضغط حقيقية على الجيش السوداني.

وقال عوض، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "وفد حكومة الأمر الواقع الممثلة للجيش السوداني في لقاء القاهرة هو ذاته الذي ذهب إلى جدة برئاسة وزير المعادن السوداني محمد بشير عبد الله، ويتبع المماطلات والتسويف ليس أكثر".

ولفت عوض إلى أنه "لو كانت النيات حقيقية من الجيش السوداني بالذهاب إلى إسكات البنادق، لذهب إلى جنيف برئاسة أحد قادة الجيش السوداني حتى يكون لديه القدرة على اتخاذ القرار، وتقديم ضمانات والتزامات كاملة لوقف إطلاق النار، ولكن حضور وفد جدة إلى القاهرة، يؤكد استمرار نيات مواصلة الحرب من قبل حكومة الأمر الواقع".

وأشار عوض إلى أن "تحالف البرهان والإخوان وفلول النظام السابق وقادة الحركات المسلحة، ليس لديه أي مصلحة في وقف الحرب".

وأوضح أن "البرهان يرغب في استمرار الحرب ليبقى في منصب رئيس غير شرعي لما يسمى بـ مجلس السيادة، أما الإخوان فهذه هي حربهم للقضاء على الثورة والقوى المدنية والاتفاق الإطاري بجانب قادة الحركات المسلحة المكتسبة من نار الحرب بجني الثروات".

ابتزاز

وفي السياق ذاته، يرى السياسي السوداني، عضو المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم"، بله مسعود، أن الخروج بنتائج إيجابية من لقاء القاهرة هو أمر غير متوقع في ظل "الابتزاز الممارس من جانب الجيش وحلفائه ليس فقط على الشعب السوداني المشرد الذي يعاني مجاعات ونزوح، ولكن على المحيط الإقليمي والعربي أيضًا".

وأكد مسعود، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "الحركة الإسلامية السودانية التي تحرك الجيش، والحركات المسلحة، تعمل على ممارسة مزيد من التعقيد والالتفاف مع أي منبر يحاول التوصل إلى حل سلمي"، لافتًا إلى أن "هذا الأسلوب ليس بالجديد، ومتبع بقطع الطرق كافة على إحلال السلام".

وأردف مسعود بالقول إن "اللقاء بين ما يسمى وفد الجيش السوداني مع شركاء إقليميين ودوليين، سعيًا لحل الأزمة السودانية، لن يحقق أي فائدة أو اختراق على مستوى جمود المفاوضات في جنيف في ظل المماطلة المتبعة من البرهان وحلفائه بوصفها منهجًا تفاوضيًّا في المنابر كلها".

وتابع: "هذه المجموعة المكتسبة من الحرب في السودان، كلما لاحت دعوة إلى السلام في أي منبر، يحمل حضورهم نوعًا من الالتفاف والمناورة البائسة".