عاجل

قائد قوات الدعم السريع ردا على دعوة بايدن: ملتزمون بالسعي إلى حل سلمي للأزمة في السودان

logo
العالم العربي

سياسية سودانية لـ"إرم نيوز": البرهان يتاجر بالأزمة الإنسانية لدمج "الإسلاميين"

سياسية سودانية لـ"إرم نيوز": البرهان يتاجر بالأزمة الإنسانية لدمج "الإسلاميين"
رشا عوض
11 سبتمبر 2024، 6:46 ص

أكدت السياسية السودانية رشا عوض أن لعب قائد الجيش السودان"البرهان" على التناقضات الدولية بات مكشوفا في محاولة العمل على نسج تحالفات مع روسيا والصين، بعد التوجه المبكر إلى إيران، الأمر الذي يعتبر من "هندسة" الإسلاميين المتحالفين معه.

واعتبرت عوض في حوار مع "إرم نيوز" أن البرهان يريد المساومة بالأزمة الإنسانية في السودان لصالح تحقيق أجندات سياسية، بالضغط على المجتمع الدولي في مجال حماية المدنيين والإغاثة، للحصول على تنازلات سياسية لصالح استيعاب "الإسلاميين" في المعادلة السياسية بعد انتهاء الحرب.

b97131cd-ede8-450a-8185-6346ab9622d8

وفي ما يلي الحوار كاملا:

هل بات الأمل في أي مسار للسلام مستحيلا بعد ما شهدته "جنيف" موخراً؟
 
بعد انهيار مفاوضات جنيف يمكن أن نقول إن مسار السلام  أصبح معقدا وتعترضه صعوبات كبيرة؛ لأن الفرصة التي توفرت في "جنيف" برعاية دولية على مستوى عال عبر الحضور الأمريكي والمشاركة الإقليمية للأطراف كلها ذات الصلة، ومنها الاتحاد الأفريقي ودول مصر والإمارات والسعودية، هذه الفرصة من الصعب أن تتوفر مجددا على المدى القريب، ولكن يظل مسار السلام هو الذي سيفرض نفسه في نهاية المطاف، ومن المؤكد أن هناك تعقيدات كبيرة، وعلى كل الأطراف ذات الصلة بالقضية السودانية أن تجتهد في تذليل العقبات أمام مسار السلام.
 
إلى أي مدى أعطى  الانشغال الأمريكي بالانتخابات الرئاسية فرصة لمن عرقل المفاوضات؟
 
الانشغال الأمريكي بالانتخابات الرئاسية ربما يؤجل أي تحرك من العيار الثقيل في الملف السوداني من جانب واشنطن؛ لأن هذا التحرك حدث في جنيف في أغسطس الماضي وتم إفشاله، ومن ثم إعادة حدوث "جنيف" أخرى إلى المشهد لن يتم قبل أن تجتاز أمريكا مرحلة الانتخابات ويتم تنصيب الرئيس الجديد وتشكيل الإدارة التي ستعاونه، و ربما يتم تحويل الملف السوداني إلى مؤسسات وشخصيات جديدة؛ ما يعني أن القضية ستظل بكل أسف في مكانها ما لم تحدث مفاجآت، ستظل في هذا الإطار والوضعية على المستوى الدولي، حتى منتصف العام المقبل، وهذا أمر مؤسف جدا؛ لأن الأزمة الإنسانية تتفاقم والقتال يتوسع ومخاطر تحول الحرب إلى صراع إقليمي ودولي أيضا تتزايد.
 
كيف ترين سعي البرهان في حدوث تواجد روسي وصيني في السودان بعد الإيراني مقابل الحصول على السلاح؟
 
مراوغات البرهان مكشوفة في اللعب على التناقضات الدولية، التوجه إلى إيران مبكرا يعتبر من "هندسة" الإسلاميين المتحالفين معه، هذه التحركات كلها تصب في اتجاه أن خيار سلطة الأمر الواقع في بورتسودان خلال هذه المرحلة هو التصعيد العسكري وتقديم كل ما يمكن تقديمه لهذه الدول سواء روسيا أو الصين أو إيران، من أجل إمدادات السلاح والأمر لا يقتصر على ذلك فقط وإنما هناك تواجد روسي وإيراني على مستوى الخبراء العسكريين، هذا الأمر وحده ربما يكون هو الدافع إلى تحركات دولية أكثر حزما وصرامة في الاتجاه إلى فرض السلام؛ لأن النطاق الجغرافي للبحر الأحمر والساحل الأفريقي، منطقة حساسة جدا، مرتبطة بالأمن والسلم الإقليمي والدولي لاسيما إذا وضعنا في الاعتبار ما يجري من الحوثيين في اليمن من تهديدات للتجارة العالمية عبر البحر الأحمر، والتلاعب في مسألة نسج تحالفات مع روسيا والصين وإدخال إيران كلاعب أساسي في تحالفات السودان، ربما يكون دافعا قويا لوضع حد لهذه الحرب.

أخبار ذات علاقة

لماذا يرفض "البرهان" نشر قوة "مستقلة ومحايدة" في السودان؟

 كيف تنظرين إلى المقترح الأممي بإرسال قوات لحماية المدنيين ورفض البرهان لذلك؟
 
مقترح قوات أممية لحماية المدنيين في السودان هو دليل على أن المجتمع الدولي يمضي في اتجاه تصعيد الضغوط من أجل إيقاف الحرب، ولكن المشكلة أن تحول دور القوات الأممية إلى واقع ملموس، أمر يكتنفه الكثير من التعقيدات البيروقراطية والتحديات المالية، بمعنى أن هذا الأمر لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع بسرعة لتوفير الحماية للمدنيين، فضلا عن أن السودان تحديدا لديه تجربة ممتدة في التعامل مع قوات حفظ السلام الأممية وبكل أسف تجارب السودان لم تكن ناجحة.
 
لماذا؟
 
الأمر يحتاج إلى دراسة مستفيضة، وتصميم بعثة أممية بجنود قادرين فعلا على حماية المدنيين، من الطبيعي أن يعارض البرهان" ذلك، هو يتماهى تماما مع الخط السياسي الذي يتبناه الإسلاميين، رفض التعامل مع العالم في أي من المجالات، خصوصا في حماية المدنيين و توصيل الإغاثة الإنسانية، هو يعرقل كل شيء، لأنه يتبنى الخيار العسكري وبكل أسف يريد المساومة بالأزمة الانسانية في السودان لصالح تحقيق أجندات سياسية، يضغط المجتمع الدولي في مجال حماية المدنيين في مجال الإغاثة في المجالات كلها حتى يقدم الطرف الدولي تنازلات سياسية لصالح استيعاب الإسلاميين في المعادلة السياسية بعد انتهاء الحرب، وهذا أمر في قمة عدم المسؤولية وعدم الإحساس بمعاناة الشعب السوداني.
 
ما هي أقصى الانتهاكات التي ارتكبت بحق النساء في السودان في الفترة الأخيرة؟
 
بكل تأكيد السودانيون كلهم رجالا ونساء وأطفالا تعرضوا إلى انتهاكات مروعة تحمل تعدياً على حقوق الإنسان في هذه الحرب، والنساء على نحو خاص، هناك انتهاكات تمارس ضدهن كنساء مثل حوادث الاغتصاب، الابتزاز مقابل توزيع الإغاثات وتقديم العون أو الحماية، نساء في السودان بالشوارع، أخرجن من ديارهن بسبب الحرب، الولايات التي نزحن إليها لم يجدن فيها دارا للإيواء، لن يجدن حوائط لتسترهن، لك أن تتخيل أن في مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا أن تجد امرأة في الشارع يمكن أن تتعرض إلى أسوأ ما يخطر على البال من التحرش والتنمر والابتزاز والاستغلال.

هذه الحرب اللعينة أذلّت السودانيين، وأذلت المرأة السودانية بوجه خاص؛ لأن المرأة أصلا طرف مستضعف في المجتمع، فرص العمل أمامها محدودة، أجساد النساء بكل أسف يتم التعامل معها كجزء من ساحة المعركة، وكجزء من وسيلة إلحاق الأذى بالطرف الآخر، ما تعرضت له نساء السودان من انتهاكات جنسية فضلا عن الانتهاكات التي عانى منها الجميع مثل القتل عبر القصف الجوي أو المدفعي العشوائي والرصاص الطائش، كما أنّ الحرب ذهب إليها كثير من الرجال الذين يعولون الأسر سواء في الجيش أو في الدعم السريع، هؤلاء الرجال تركوا النساء لمسؤولية رعاية الأطفال ورعاية كبار السن في بلد منهار اقتصاديا في الأساس، وأتت كارثة السيول والفيضانات الآن وضاعفت المعاناة، هناك تقارير تقول إن 10 ملايين سوداني سيموتون جوعا، ومن ثم نتمنى أن يتعامل المجتمع الدولي مع قضية إيقاف الحرب في السودان، كأولوية إنسانية قصوى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC