logo
العالم العربي

بترت قدمه ويحلم بالعودة لعمله.. مُسعف يروي لـ"إرم نيوز" أهوال الحرب

بترت قدمه ويحلم بالعودة لعمله.. مُسعف يروي لـ"إرم نيوز" أهوال الحرب
24 ديسمبر 2023، 5:15 م

رغم أن قدمه اليمنى أصبحت مبتورة واليسرى مصابة جراء استهدافه بشكل متعمد من القوات الإسرائيلية في غزة، إلا أن المسعف أيمن ناصر لا يزال يحلم بالعودة إلى عمله لإنقاذ الناس وتقديم الخدمات الإسعافية لهم.

ناصر يروي لـ"إرم نيوز"، تفاصيل مروعة من الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي كان شاهد عيان على وحشيتها والظروف الاستثنائية التي عاشها سكان غزة خلال أكثر من شهرين من الحرب.

وقال ناصر، إنه "كان شاهداً على القصف الوحشي للجيش الإسرائيلي لمختلف مناطق القطاع، وإنه رأى أهوالاً تحت ركام المنازل المدمرة"، لافتاً إلى أنه سمع كثيراً صراخ العالقين تحت الأنقاض وشارك في انتشال جثامين الضحايا.

وأوضح أنه "شارك بإجلاء الجرحى من مختلف مناطق القطاع وتعرض لخطر إطلاق النار وكذلك القذائف الصاروخية أكثر من مرة، خاصة خلال مشاركته في إخلاء مستشفى الصداقة التركي المخصص لمرضى السرطان جنوب غزة".

وأضاف ناصر: "نجوت من الموت بأعجوبة أكثر من مرة، والقصف والخطر لم يمنعاني من استكمال مهمتي كمسعف"، متابعاً: "دخلت بعض المنازل المستهدفة باللحظات الأولى على الرغم من الغبار والدخان والأوضاع الخطيرة".



عدم القدرة على الوصول للمصابين

وتابع: "هناك حالات صعبة شهدناها وسمعنا صراخ من هم تحت الأنقاض وحاولنا إنقاذهم.. ننجح في بعض الأحيان ونفشل في أحيان أخرى، وما يؤلمنا هو عدم قدرتنا على الوصول للمصابين الأمر الذي يؤدي لمقتلهم".

وقال: "بكينا كثيراً بسبب هذه الحرب التي تعد الأكثر وحشية، وكنا شهوداً على بشاعتها، وموتى مع وقف التنفيذ"، مبيناً أنه تعرض للكثير من المواقف والأحداث التي لا تزال عالقة في ذاكرته حتى اللحظة.

وبشأن أكثر المواقف التي أثرت به، أشار إلى أن أكثرها "نقل جثمان طفلة عمرها نحو شهرين بدون رأس.. لم أستطع النوم لأيام بسبب مشهد هذه الطفلة، وبكيت كثيراً على ما حدث لها"، متسائلاً: "هل هذه الأهداف التي يسعى الجيش الإسرائيلي لتحقيقها في غزة؟!".

ويتحدث المسعف ناصر عن تعرضه للإصابة التي تسببت ببتر قدمه، قائلاً: "في يوم الحادثة وصلت لدائرة الإسعاف إشارة عن استهداف إسرائيلي بمدينة دير البلح وسط القطاع"، مبيناً أنه كان أول من تحرك للمكان من أجل إنقاذ الجرحى.



أخبار ذات صلة

تقرير: حرب غزة حوَّلت مليون إسرائيلي إلى مدمني كحول ومهدئات

           

ترويع المسعفين

وأضاف: "وصلت بعد استهداف منزل سكني، وبعد لحظات من وصولي قصف مكان آخر الأمر الذي أدى لإصابتي في قدميّ، حيث تم بتر قدمي اليمنى وإصابة اليسرى بجروح متوسطة"، متابعاً: "بدلاً من أن أقدم الخدمات الإسعافية قام زملائي بإسعافي".

وتابع ناصر: "منذ اللحظات الأولى لإصابتي أيقنت أن قدمي ستتعرض للبتر، وعلى الرغم من سعي الأطباء للحيلولة دون ذلك إلا أنه في نهاية الأمر اتخذوا قراراً ببتر ساقي"، معتبراً أن ما حدث معه استهداف مباشر ومتعمد.

وأضاف: "ما حدث معي هو استهداف مباشر ومتعمد.. تعرضت أكثر من مرة لخطر الاستهداف في غزة ووسط القطاع، وحاول الجيش الإسرائيلي منعنا من العمل، وذلك بهدف ترويع المسعفين والحيلولة دون استكمال مهمتهم الإنسانية".

وطالب المسعف ناصر، بضرورة وقف الحرب على قطاع غزة، وأن تقوم المؤسسات الدولية والإنسانية بالعمل من أجل نقله لتلقي العلاج بالخارج وتركيب طرف صناعي، مؤكداً أنه يحلم بالعودة لممارسة دوره في إنقاذ الضحايا.  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC