عاجل

ترامب: هاريس لم تفعل شيئاً لمكافحة معاداة السامية، والجامعات أصبحت أماكن خطيرة على الطلاب اليهود

logo
العالم العربي

بين "العبء" و"دعم الاقتصاد".. جدل حول وجود السوريين في مصر

بين "العبء" و"دعم الاقتصاد".. جدل حول وجود السوريين في مصر
05 يناير 2024، 5:41 ص

تم تداول أخبار منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات مصرية تطالب بإعادة النظر في آلية التعامل مع اللاجئين، خاصةً السوريين، وأُشيع أن البعض طالب بعودة هؤلاء إلى بلادهم، ورفض سياسة توطينهم.

وعلى الجانب الآخر، دافع البعض عن حق اللاجئين في اللجوء إلى مصر، مؤكدين أن "الدولة تتسع للجميع، وأن اللاجئين بشر يستحقون الحماية والمساعدة"، وأشار البعض إلى أن "اللاجئين يُسهمون في دعم الاقتصاد المحلي، وأن وجودهم يُعزّز التنوع الثقافي".

أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية المصرية، الدكتورة يمن الحماقي، ترى أن "النشاط التجاري للاجئين السوريين في مصر له فرص وفوائد عديدة، على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي".

ولكنها أعربت، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، عن مخاوفها من أن النشاط التجاري للاجئين السوريين في مصر قد يُشكّل مخاطر على الاقتصاد المحلي، بسبب تحويلهم مبالغ كبيرة من الدولارات خارج البلاد.

النشاط التجاري للاجئين السوريين قد يُشكّل مخاطر على الاقتصاد المحلي
يمن الحماقي، اقتصادية مصرية

ويتعرض الاقتصاد المصري لضغوط شديدة مع انخفاض قيمة الجنيه وشُحّ العملات الأجنبية وارتفاع التضخم.

وأوضحت الحماقي أن "اللاجئين السوريين يتمتعون بقدرات تجارية ومالية كبيرة، ما يجعلهم قادرين على المنافسة بقوة في الأسواق المصرية، بالإضافة إلى أنهم يحصلون على دعم كبير؛ ما يُسهّل عليهم بدء وتوسيع أعمالهم".

وطالبت بضرورة التحقيق في النشاط التجاري للاجئين السوريين، للتأكد من عدم وجود أي مخالفات أو مخاطر محتملة على الاقتصاد المصري، ووضعت الحملة على السوشيال ميديا في خانة الشائعات.

وأشارت الحماقي إلى أن "هناك أرقامًا ضخمة يحققها السوريون من أنشطتهم التجارية، لا سيما فيما يتعلق بتجارة الملابس".

ويعمل في مصر نحو 30 ألف مستثمر سوري، أكثر من نصفهم مصنعون، استثمروا في قطاعات اقتصادية متعددة، من الصناعات التحويلية إلى قطاع الخدمات، ويعمل لديهم عشرات الآلاف من المصريين، وفق تقدير وسائل إعلام سورية.

وتعاني مصر ضغوطًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها، والتي تجعل البعض يشعرون أن وجود اللاجئين يُمثّل عبئًا إضافيًّا على الموارد الحكومية، ويعتقد البعض أن اللاجئين قد يُشكّلون خطرًا أمنيًا، وأن وجودهم قد يؤدي إلى انتشار الجريمة والعنف.

ومن جانبها، تُدافع الحكومة المصرية عن سياستها تجاه اللاجئين، وتقول إن "مصر ملتزمة بمبادئ حقوق الإنسان، وإنها لن تتخلى عن واجبها الإنساني تجاه اللاجئين".

وفي الثامن من يونيو/حزيران 2023، أقرّت الحكومة المصرية مشروع قانون ينظم اللجوء، بالإضافة إلى إنشاء لجنة لإدارة شؤون اللاجئين، بهدف إجراء حصر رسمي لأول مرة عن أعداد اللاجئين لبحث أوضاعهم خلال عام من إقرار اللائحة التنفيذية للقانون.

كما جرى إعداد قاعدة بيانات معلوماتية دقيقة عن أعداد اللاجئين في مصر وجنسياتهم وسبب اللجوء، بما يسهم في تقديم الدعم والمساندة للمستحقين، وفي الوقت نفسه سداد مستحقات الدولة عن الخدمات والموارد التي تقدم لهم.

الخبير الاقتصادي المصري، محيي عبد السلام، يؤكد أن "ما يتردد عن احتمالية ترحيل السوريين من مصر مجرد شائعات مغرضة، الهدف منها النيل من العلاقات بين الأشقاء العرب".

ما يتردد عن احتمالية ترحيل السوريين من مصر شائعات مغرضة
محيي عبد السلام، اقتصادي مصري

وتابع أن "مصر دولة آمنة ومستقرة وتتميز عن الدول الأخرى بالترحيب الدائم بكل الأشقاء، بصفتها الأخت الكبرى لكل الدول العربية، وكل ما يثار بخلاف ذلك شائعات لا أساس لها من الصحة".

وقال "عبدالسلام"، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "الدولة تُرحب بكل أشقائها من زمن بعيد، وهناك نحو 9 ملايين ضيف يعيشون على أرض مصر، بينهم السوريون الذين جرى استقبالهم بكل حب وكرم".

ويمتلك السوريون في مصر أكثر من 1300 شركة، بحجم استثمارات يبلغ 10 ملايين دولار، وتُسهم هذه الشركات في توفير فرص عمل لآلاف المصريين والسوريين، وفق تقدير الخبير الاقتصادي.

وقُدّرت الاستثمارات السورية في مصر بين عامي 2011 و2018 بنحو مليار دولار، ويرجح أن يكون المبلغ أكبر، إذ إن معظم الاستثمارات السورية مسجلة باسم مواطنين مصريين بسبب الصعوبات الإدارية، وفق وسائل إعلام مصرية.

أخبار ذات صلة

بعد 8 سنوات من فرضها.. سوريون يستعينون بآية قرآنية لحث مصر على إلغاء تأشيرة الدخول

           

ومن جانبه، يقول المحلل السياسي السوري، تيسير النجار، إن "سوريا شهدت أكبر لجوء في التاريخ في السنوات الماضية، لذا لا يمكن إحداث أي إعمار في البلاد دون عودة اللاجئين إلى بلادهم مرة أخرى".

وأضاف النجار، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "مصر رحبت كثيرًا بالشعب السوري"، مشيرًا إلى أن "ما يُثار بشأن ترحيل السوريين غير حقيقي وهدفه تشويه صورتهم وصورة الدولة المصرية".

وخلال مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، في 15 يونيو/حزيران 2023، قال السفير المصري ببروكسل، بدر عبد العاطي، إن "بلاده تستضيف نحو مليون مهاجر سوري وهم يحظون باستقبال كريم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC