بايدن: العقوبات على إيران قيد الدراسة الآن

logo
العالم العربي

بعد اغتيال "البيدجا".. هل بدأت تصفية أمراء الحرب معرقلي الحل في ليبيا؟

بعد اغتيال "البيدجا".. هل بدأت تصفية أمراء الحرب معرقلي الحل في ليبيا؟
عبدالرحمن البيدجا
04 سبتمبر 2024، 4:58 م

أثار اغتيال الرائد الليبي عبد الرحمن ميلاد (البيدجا) في منطقة صياد غربي مدينة جنزور وهي إحدى ضواحي العاصمة طرابلس، تساؤلات حول ما إذا كانت ليبيا قد دشنت مرحلة من تصفية من يوصفون بمعرقلي العملية السياسية في البلاد.

وذاع صيت "البيدجا" (34 عامًا) باشتراكه في عمليات التهريب التي تشمل البنزين والمهاجرين، وهو من الشخصيات المدرجة أسماؤهم على لوائح العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن، والحكومتين الأمريكية والبريطانية.

وفي أبريل العام 2019، وجَّه رئيس قسم التحقيقات في مكتب النائب العام، الصديق، الصور رؤساء جهاز المخابرات، والمباحث الجنائية، والأمن الداخلي والردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، بتكثيف عمليات البحث والتحري عن "البيدجا"، وإلقاء القبض عليه لتورطه في عمليات تهريب الوقود.

أخبار ذات علاقة

توتر أمني وحشود عسكرية في الزاوية الليبية بعد مقتل "البيدجا"

 

وعلَّق الخبير العسكري الليبي عادل عبد الكافي على هذا التطور بالقول، إن "عملية اغتيال البيدجا أتت نتيجة الملاحقات التي قام بها، منذ ما يقرب عامين، لمواقع وعصابات الجريمة المنظمة، وليست لها علاقة بالمشهد السياسي نهائيًا، فالواقع أن البيدجا قام، منذ سنتين، بتوجيه العديد من الضربات لعصابات الجريمة المنظمة".

وتابع عبد الكافي في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "البيدجا حقق إنجازات كبيرة، لأن لديه دراية حول الرؤوس الكبار في تهريب البنزين، وغير ذلك في مدينة الزاوية، وقبض على كل من يحاول عبور الأراضي الليبية نحو أوروبا، واستطاع الحصول على معلومات مهمة في هذا الإطار".

وشدد على أن "البيدجا لم يكن لديه أي نشاط سياسي، بل كان كل تركيزه على الأكاديمية البحرية في الزاوية التي نهض بها وخرَّج دفعة قبل أيام، وكذلك تركيزه على قطع شرايين العصابات الإجرامية في الزاوية، لكن هناك أطرافًا داخل الأراضي الليبية اتجهت إلى التخلص من خصوم سياسيين أو سجنهم واعتقالهم".

ومن جانبه قال المحلل السياسي كامل المرعاش: "البعض يحاول إعطاء عملية اغتيال البيدجا بعدًا سياسيًا، لكن هذا غير صحيح، وهي أقرب إلى عملية تصفية حسابات بين قادة الميليشيات والصراع عل تجارة الهجرة السرية، والأرباح الطائلة التي تُجنى من هذه التجارة". 

وأوضح المرعاش في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "المعقل الرئيس لهذه التجارة تحول من مدينة صبراتة بعد أن تمت تصفية ميليشيات العمو، انتقلت السيطرة عليها إلى مدينة الزاوية التي تعج بالمجرمين وقُطّاع الطرق، والذين يسيطرون على هذه المدينة، وحوّلوها إلى وكر لتهريب الوقود والهجرة السرية، وحيث إن هاتين التجارتين تجلبان المال الكثير، فإن الصراع عليها يصل أحيانًا إلى التصفيات والقتل والخطف، ومصير البيدجا لم يخرج عن هذا الإطار".

وأكد أن "حرب الاغتيالات ستتصاعد، وربما تأخذ أبعادًا أخرى، وتكون أداة ومثالاً يحتذى به للتخلص حتى من الخصوم بين السياسيين في الغرب الليبي، وعلى وجه الخصوص الانقسامات التي تعصف بالمجلس الأعلى للدولة الذي انقسم إلى مجلسين".

وأنهى المرعاش حديثه بالقول إن "هذه الاغتيالات هي نتيجة لحالة الفوضى الأمنية في كل مدن الغرب الليبي، وليست لها علاقة مباشرة بعرقلة الحل السياسي، رغم أنها تشكل أحد معرقليه، مع أسباب أخرى بالطبع".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC