يرى المحلل العسكري، عبدالجبار آل عبو، أن وصول الجيش الإسرائيلي إلى بلدية غزة وسط القطاع، وأطراف المستشفى الأهلي العربي، يعتبر "تقدمًا خطيرًا"، في ظل مساعيه لتقطيع أوصال شمال المنطقة إلى جيوب صغيرة؛ بهدف التضييق على حركة حماس وفصائل غزة.
وقال آل عبو، لـ"إرم نيوز"، إن إسرائيل بدأت المرحلة الثانية من الاجتياح البري بعد أن أكملت المرحلة الأولى بعزل شمال قطاع غزة، والسيطرة على غرب المدينة، مع سعيها منذ أسبوعين لعزل المنطقة عن الجنوب، وكذلك السيطرة على شارع الرشيد الذي يقع على ساحل البحر المتوسط، ما يعني أن الجيش طوق منطقة غزة من جميع الجهات، قبل أن يتوغل إلى وسط القطاع، باعتباره المفتاح الرئيسي للسيطرة على كامل الشمال، ولما له من تأثير معنوي على مقاتلي حركة حماس.
واعتبر أن وصول الجيش الإسرائيلي إلى مبنى البلدية والمستشفى الأهلي العربي "خطير"، بالإضافة لوصوله إلى المنطقة الوسطى من غزة، التي تعد نقطة التقاء الطريق الرئيسي المعروف بشارع صلاح الدين الذي يتقاطع مع شوارع عمر المختار وجمال عبد الناصر وبغداد.
وفي قراءته للأوضاع الميدانية، أشار آل عبو إلى أن القوات الإسرائيلية تريد السيطرة على المنطقة الوسطى بهدف الانتقال للمرحلة التالية، وهي تقطيع أوصال شمال غزة، ومحاصرة مقاتلي حماس وفصائل غزة في جيوب صغيرة.
كلفة كبيرة
ويشير المحلل العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي قد ينتقل بعد ذلك إلى محاصرة الفصائل على شكل جيوب منفصلة في منطقة الشيخ رضوان، وفي منطقة الشجاعية وفي منطقة تل الهوى، إضافة إلى منطقة جحر الديك؛ بهدف القضاء على هذه الجيوب، على حد قوله.
ويتوقع آل عبو أن تشهد المرحلة المقبلة قتالًا عنيفًا من قبل الفصائل الفلسطينية، التي قد تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بسبب المعارك في مناطق مبنية وشوارع ضيقة، وهو ما يخشاه جيش الدولة العبرية الذي يحاول أن يسيطر على شمال غزة بأقل أضرار، حتى لو تسبب ذلك في إطالة عمر المرحلة.
