تناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها اليوم الإثنين، مسؤولية ألمانيا التاريخية وموقفها الحالي في دعم إسرائيل في ظل الصراع مع حماس، مشيرة إلى أنه ومنذ بدء الحرب، "أكدت برلين التزامها بأمن إسرائيل، والذي ينبع من المسؤولية التاريخية عن المحرقة".
واعتبرت الصحيفة "أن زيادة المساعدات العسكرية وعقود تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، يعد ترجمة لهذا الالتزام، كما يمثل تحولا ملحوظا في السياسة الألمانية".
نائب المستشار الألماني روبرت هابيك، شدد وفق ما ذكرت "لوموند"، على العلاقة الخاصة مع إسرائيل القائمة على المسؤولية التاريخية، معترفًا بوعد ما بعد المحرقة بحماية اليهود، حيث سلط هابيك الضوء على تجدد الأعمال المعادية للسامية في ألمانيا والحاجة إلى ضمان حرية وسلامة الجاليات اليهودية، وحظي خطابه بتصفيق حار، مع الاعتراف بأهمية المسؤولية التاريخية تجاه إسرائيل في تشكيل المواقف الحالية لبلاده.
ولفتت الصحيفة كذلك إلى "تصاعد الأعمال المعادية للسامية في ألمانيا، مع حوادث تعكس مخاوف الماضي، حيث أعرب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا عن قلقه بشأن الوضع الحالي، وقارنه بليلة الكريستال عام 1938".
وقالت "لوموند": "مع التزام ألمانيا بالتغلب على تاريخها المظلم، فإن تعقيدات كثيرة تشوب هذه العملية"، مبينة أنه "رغم الإشادة بالألمان بسبب وضوح رؤيتهم في التعامل مع الجرائم التاريخية، فإن البعض ينتقدون استخدام التاريخ كمبرر للسياسات الحالية.. وهناك وجهات نظر متناقضة داخل ألمانيا، حيث تدور المناقشات حول السياسات الإسرائيلية والدعوات إلى تحرير فلسطين من الذنب الألماني".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالحديث عن "أهمية اتباع نهج دقيق، والاعتراف بالماضي مع تجنب سياسة أحادية الجانب مدفوعة فقط بالرغبة في التكفير عن الذنب التاريخي"، مؤكدة أن "الحرب بين حماس وإسرائيل تمثل تحدياً لألمانيا فيما يتصل بتحمل مسؤوليتها التاريخية في حين تتعامل مع تعقيدات الصراع الحالي".
المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية
