الجيش الإسرائيلي يعلن أنه استهدف مقاتلين من حزب الله في مسجد بجنوب لبنان

logo
العالم العربي

"المكابرة" أو القبول بالواقع.. "حزب الله" أمام خيارات صعبة

"المكابرة" أو القبول بالواقع.. "حزب الله" أمام خيارات صعبة
عناصر مسلحة تتبع لميليشيا حزب اللهالمصدر: رويترز
05 أكتوبر 2024، 4:28 ص

تواجه ميليشيا "حزب الله" في لبنان خيارات صعبة للغاية في المواجهة العسكرية مع إسرائيل، خاصة بعد عمليات الاغتيال الأخيرة التي وصلت إلى أمينها العام حسن نصر الله، في حين استهدفت غارة "غير مسبوقة" هدفاً في الضاحية الجنوبية يرجح أنه خليفته المحتمل هاشم صفي الدين.

وعلى مدار الأسابيع الماضية، وجهت إسرائيل ضربات عسكرية عنيفة للحزب وقدراته العسكرية، كما أن عمليات الاغتيال التي طالت قياداته السياسية والعسكرية أثرت بشكل كبير على إدارته للمعركة، الأمر الذي يجعله أمام خيارين إما المكابرة والاستمرار بالقتال، أو القبول بالأمر الواقع والتهدئة مع إسرائيل.

وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، مواصلة استهداف مواقع "حزب الله" في مختلف أنحاء لبنان، وأنه لن يُسمح للحزب بترسيخ حضوره مجددا في معاقله، قائلًا: "ستتواصل الضربات القوية على حزب الله في كافة المناطق".

أخبار ذات علاقة

معاريف: تزايد الترجيحات بمقتل هاشم صفي الدين

 

ضربات قاسية


يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم، أن "خيارات حزب الله باتت محدودة خاصة في ظل تكثيف الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية ضد الحزب ومواقعه، علاوة على وضع جميع قياداته ضمن دائرة الاستهداف.

وقال غانم، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل لا تعطي حزب الله فرصة لتشكيل قيادة جديدة، ويعمل جيشها ومؤسساتها الاستخباراتية على مواصلة توجيه الضربات القاسية له"، لافتًا إلى أن ذلك يهدف لمنعه من إعادة تشكيل قيادة جديدة.

وأوضح أن "الحزب أمام خيارين الأول يتمثل في مواصلة القتال ضد إسرائيل مهما كانت النتائج، والعمل على توسيع دائرة المواجهة سواء من خلال الاشتباك مع القوات المتوغلة بالجنوب اللبناني، أو بتكثيف الضربات الصاروخية واتساع مداها".

وأشار إلى أن "الخيار الثاني يتمثل في القبول بالواقع الجديد الذي تسعى إسرائيل لفرضه والانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، وإعطاء الحكومة اللبنانية الفرصة للتوصل لاتفاق سياسي بوساطة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".

وأضاف: "بتقديري حزب الله سيماطل قليلًا وسيواصل القتال ضد إسرائيل للحصول على هدنة مؤقتة يعمل من خلالها على ترتيب صفوفه والقبول بالوضع الجديد"، مؤكدًا أن الحزب سيقبل في نهاية الأمر بالأمر الواقع، وبالشكل الجديد للقوى العسكرية بالمنطقة.

أخبار ذات علاقة

استُهدف بأطنان من القنابل.. من هو هاشم صفي الدين؟ (فيديو إرم)

 

خيار واحد


ويرى أستاذ العلوم السياسية، مصطفى قبها، أن "حزب الله سيكون مضطرًا للقبول بالتسوية السياسية التي تبذل الولايات المتحدة جهدًا مع جميع الأطراف من أجل التوصل لها"، مؤكدًا أن الضربات التي تعرض لها الحزب تسببت بتراجع كبير لقدراته العسكرية.

وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل منذ أسابيع على تطويع حزب الله، وإجباره على القبول بالابتعاد عن الحدود"، مشددًا على أن إعلان بعض الأطراف اللبنانية القبول بتنفيذ القرارات الدولية يأتي بدعم وقبول من الحزب.

وأشار إلى أن "ذلك يؤكد أن قيادة الحزب السياسية والعسكرية أمام خيار واحد فقط يتمثل في القبول بالتسوية، والتهدئة السياسية بشكل منفصل عن جبهة غزة"، مبينًا أن الحزب قد يقبل بتعهدات بالمضي قدمًا بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حماس.

وأضاف: "بتقديري يحفظ ذلك لحزب الله ماء وجهه أمام حلفاء إيران، ويسمح له بالتوصل لاتفاق ربما يكون طويل الأمد مع إسرائيل ولكن غير مباشر"، مؤكدًا أن ذلك سيكون في إطار السعي الإسرائيلي لإعادة رسم خريطة المنطقة.

وختم بالقول إن "حزب الله يضع تجربة حماس نصب عينيه، ويعمل من أجل تجنب تكرارها في لبنان سواء على مستوى قدراته السياسية والعسكرية، أو على مستوى البنية التحتية والدمار الكبير للدولة اللبنانية، ما سيدفعه لتقديم تنازلات كبيرة".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC