يتربص فيروس شلل الأطفال بآلاف منهم في قطاع غزة، مع إعلان تسجيل أول إصابة مؤكدة لرضيع يبلغ من العمر 10 أشهر، يوم الجمعة الماضي.
يأتي ذلك وسط مخاوف أممية من وجود إصابات عدة غير معلنة بين أطفال القطاع، خصوصًا في تجمعات النازحين التي تفتقد شروط الصحة العامة؛ نتيجة تدمير البنية التحتية جراء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر.
ورُصد الفيروس للمرة الأولى في يوليو/تموز الماضي، بعد فحص عينات عشوائية أخذت من الصرف الصحي في القطاع.
وطالبت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، بهدنة إنسانية لمدة 7 أيام لضمان تلقيح 95% من أطفال القطاع، خصوصًا أن الحرب عطلت برنامج التطعيم، وسط تحذيرات من أن آلاف الأطفال غير الملقحين عرضة للإصابة بالفيروس.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن منع واحتواء انتشار شلل الأطفال في غزة سيتطلب جهودا ضخمة ومنسقة وعاجلة.
وأضاف غوتيرش، في تصريح صحفي، الجمعة: "دعونا نكن واضحين، إن اللقاح النهائي ضد شلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار فورا لأسباب إنسانية".
وناشد الأمين العام، الذي كان يتحدث إلى الصحفيين في الأمم المتحدة، تقديم ضمانات على الفور.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تواجه تحديا لوجستيا ضخما لضمان توزيع 1.2 مليون جرعة تحصين من مرض شلل الأطفال في غزة، وفق ما أوردت "رويترز".
ووصف خبراء الصحة أن فيروس شلل الأطفال في غزة "قنبلة عدوى موقوتة"، ويمكن أن يتسلل خارج القطاع إلى إسرائيل ومصر والأردن عبر المياه الجوفية التي تمتد تحت هذه البلدان.
وشلل الأطفال فيروس شديد العدوى يمكن أن يهاجم الجهاز العصبي ويسبب الشلل، وينتقل عن طريق ابتلاع طعام أو ماء ملوثين ببراز شخص مصاب بالمرض.
ويعد الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، خاصة الرضع دون سن الثانية، مع توقف حملات التطعيم العادية؛ بسبب الحرب المستمرة منذ 10 أشهر.
وتراجعت حالات الإصابة بشلل الأطفال 99 بالمئة في أنحاء العالم منذ 1988 بفضل حملات تطعيم ضخمة، ولا تزال جهود القضاء عليه مستمرة.