يعيش سكان غزة لا سيما النازحين منهم، ظروفًا معيشية صعبة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ قرابة 70 يومًا، والتي دمرت نحو 330 ألف وحدة سكنية؛ ما يجبر الآلاف على العيش داخل مراكز إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وسط ظروف قاسية.
ويقول محمد عواد، وهو نازح من مدينة غزة لأحد مراكز الإيواء بمحافظة رفح: " نزحت مع عائلتي قبل حوالي شهر بعد اشتداد القصف في إحدى الليالي على حي الدرج بشكل لا يمكن تحمله، حيث كانت شظايا القصف والحجارة تتطاير على البيت من كل مكان، فضلًا عن تساقط زجاج النوافذ الأمر الذي أجبرني على الخروج من البيت خوفًا من الموت".
وأضاف عواد في حديث مع "إرم نيوز": "خرجنا من البيت صباح ذلك اليوم باتجاه شارع صلاح الدين، ومن ثم عبرنا على طريق الحاجز العسكري متجهين إلى جنوب وادي غزة وسط الدمار الهائل للمنطقة التي غيّر ملامحها كليًا فضلًا عن تواجد الدبابات والآليات العسكرية على طول الطريق الأمر الذي أصاب الأطفال بالذعر والخوف".
"لم نكن نعرف أين نذهب في جنوب وادي غزة، لا سيما وأننا كثيرو العدد فقد كنت مع أشقائي وعوائلهم ومعنا الكثير من الأطفال، فاقترحت الذهاب إلى أحد مراكز الإيواء بمحافظة رفح حيث ركبنا بعد عبورنا منطقة جنوب الوادي على عربات للأحصنة لمسافة تزيد عن 30 كيلومتر بأكثر من 5 ساعات في ظروف لا آدمية على الإطلاق"، كما يقول عواد.
ويصف النازح الظروف المعيشية داخل مراكز الإيواء بـ"السيئة للغاية"، ويضيف: "لا خدمات هنا على الإطلاق سوى توفير بعض المواد الغذائية القليلة جدًّا والتي لا تكفي بالمطلق؛ ما يضطرنا إلى شراء المساعدات الإغاثية والمكتوب عليها ليست للبيع بأكثر من عشرة أضعاف ثمنها من قبل بعض التجار الذين يقومون بشرائها من نازحين يحتاجون للمال بثمن زهيد".
وأشار إلى أن الازدحام داخل مراكز الإيواء أصبح كبيرا للغاية، وسط ظروف إنسانية قاسية وظروف صحية خطيرة أدت لانتشار الأمراض؛ بسبب انعدام وسائل النظافة الشخصية.
وأجبرت الحرب مئات الآلاف على النزوح باتجاه جنوب غزة، في وقت تقول فيه الأمم المتحدة إن القطاع تجاوز مرحلة الانهيار مع شح المساعدات، وتوقف مختلف القطاعات عن الخدمة.
