وزير خارجية إيران: هناك مبادرات بشأن وقف النار في لبنان ونأمل تنفيذها

logo
العالم العربي

السودان.. ماذا تعني سيطرة "الدعم السريع" على جبل موية؟

السودان.. ماذا تعني سيطرة "الدعم السريع" على جبل موية؟
26 يونيو 2024، 8:21 ص

بسطت قوات الدعم السريع بالسودان، سيطرتها على منطقة جبل موية الإستراتيجية قرب مدينة سنار، في وقت يحاول الجيش السوداني استردادها حتى يُبعد شبح السقوط عن ثلاث ولايات أخرى.

وكانت أنباء جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي عن استعادة الجيش السوداني للمنطقة الإستراتيجية، لكن مصدرًا بـ"الدعم السريع" نفى لـ"إرم نيوز" الأنباء، مؤكدًا أن مقاتلي القوات انتشروا في كامل المناطق المحيطة بـ"جبل موية".

وقال إن قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على "جبل موية" منذ صباح يوم الاثنين، بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش التي انسحبت سريعًا باتجاه سنار، مشيرًا إلى صدّ هجوم مضاد من الجيش السوداني تمكنت خلاله القوات من اغتنام معدات عسكرية كبيرة.

3 ولايات مهددة

وقال الصحفي بولاية سنار، إدريس عبدالله، إن سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة "جبل موية" نحو 40 كيلو مترا غرب مدينة سنار، يعني أن هنالك ثلاث ولايات أصبحت مهددة بالسقوط في يد "الدعم السريع".

وأوضح في قوله لـ"إرم نيوز" إن ولايات "النيل الأبيض وسنار والقضارف" باتت في مرمى أسلحة قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على سلسلة جبال موية، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني يحاول منذ صباح الثلاثاء استعادتها من خلال القصف الجوي والمدفعي والاشتباكات المباشرة مع دفاعات "الدعم السريع".

ونوه عبدالله بأن منطقة "جبل موية" تتضمن سلسلة جبلية مطلة على الطريق الرئيس الرابط بين مدينتي ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض، وسنار عاصمة ولاية سنار؛ ما يعني فعليًا فصل الولايتين بعضهما عن بعض، وفق قوله.

أخبار ذات صلة

السودان .. غضب قبلي يهدد البرهان في آخر معاقل الجيش

           

كذلك تعني السيطرة على منطقة "جبل موية" فصل مدينة المناقل الواقعة شمالًا على بعد 30 كيلومتر والتي يحتفظ فيها الجيش بقوات ضخمة منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة ودمدني في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.

توتر ونزوح

في غضون ذلك، قالت مصادر محلية لـ"إرم نيوز" إن مدينة سنار تعيش أوضاعًا أمنية متوترة وسط موجة نزوح باتجاه القضارف والنيل الأزرق، منذ يوم الاثنين، في وقت استقبلت فيه المدينة عددا من نازحي "جبل موية" حيث وصلوا سيرا على الأقدام فيما نزح المئات من مدينة سنار نفسها إلى سنجة باتجاه الجنوب.

وأكدت المصادر أن مدينة سنار تعيش أوضاعًا مشابهة للظروف التي شهدتها مدينة ودمدني قبيل سقوطها في يد قوات الدعم السريع، في ديسمبر / كانون الأول العام الماضي.

ولفتت إلى أن الذين يقاتلون ضد قوات الدعم السريع منذ يوم الاثنين أغلبهم من المقاتلين المستنفرين فيما يعرف بـ"المقاومة الشعبية"، بينما انسحب الجيش باكرًا من منطقة "جبل موية" إلى سنار.

وأشارت المصادر إلى أن انسحاب الجيش السوداني من "جبل موية" أثار غضب "المقاومة الشعبية" التي تسيطر عليها عناصر نظام البشير السابق، حيث أصدر المتحدث باسمها بسنار عمار حسن عمار، بيانًا حول ما جرى في المنطقة في أول حادثة؛ إذ إن البيانات العسكرية كالعادة تصدر عن المتحدث باسم الجيش السوداني.

إنجازات متتالية

وقال في بيانه، إن قوات الدعم السريع حشدت كل قواتها بنيّة الهجوم على سنار وقطع الطريق الرابط بين ولايات النيل الأبيض وسنار، وبالتالي قطع كردفان وشرق السودان، موضحًا أن "الدعم السريع "تسارع الخطى لتحقيق تقدم قبل دخول فصل الخريف، حيث جهزت كذلك جرارات بديلة للسيارات القتالية، تمكنها من تجاوز وحل الأمطار.

وأكدت المصادر أن الطريق الرابط بين مدينتي "سنار ربك" خرج عن الخدمة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة "جبل موية"، الأمر الذي جعل ولاية النيل الأبيض تحت الحصار من ثلاثة اتجاهات هي: الشمال، والغرب، والشرق، ولم يتبق إلا الاتجاه الجنوبي الذي يحادد دولة جنوب السودان.

ويحتفظ الجيش السوداني بمقر قيادة الفرقة 18 في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، بينما تسيطر قوات الدعم على الطريق الرابط بينها وكردفان عند مدينة أم روابة من جهة الغرب، كما تسيطر على الطريق الرابط مع الخرطوم عند مدينة القطينة من جهة الجنوب، ثم أصبحت تسيطر الآن على الطريق الذي يربط النيل الأبيض مع ولاية سنار من جهة الغرب.

وتعتبر منطقة "جبل موية" إستراتيجية؛ لأنها تربط ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة، حيث أصبحت الآن مدينة المناقل الواقعة تحت سيطرة الجيش هي الأخرى معزولة ومحاصرة، من ثلاثة اتجاهات عدا اتجاه الغرب مع مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض.

وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة "جبل موية" أصبحت القاعدة الجوية التابعة للجيش السوداني في منطقة "كنانة" هي الأخرى مهددة؛ إذ باتت على بعد نحو 40 كيلو مترا عن مواقع سيطرتها الجديدة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC