أكد خبراء ومختصون سياسيون، أن إسرائيل "تائهة" ولا تملك أي خطط بشأن اليوم التالي من الحرب، وأن حركة حماس ما زالت تتمسك بحكم غزة وترفض التنازل عن ذلك، بعد مرور تسعة أشهر من الحرب في قطاع غزة.
ولم تسفر مباحثات التهدئة عبر الوسطاء الإقليميين بين إسرائيل و"حماس" للتوصل إلى أي اتفاق تهدئة ولو بشكل مؤقت، ما يعد السبب الرئيس في استمرار القتال بين الجانبين، رغم الضغوط الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب.
ورغم مؤشرات على "رد إيجابي" من الحركة على مقترح للتهدئة ووقف إطلاق النار، فإن عقبات كثيرة تنتظر تطبيق أي اتفاق، سيما تلك المتعلقة بالسيطرة على قطاع غزة وإدارة شؤونه.
حماس ترفض
ويرى أستاذ العلوم السياسية، كمال الأسطل، أنه رغم الحرب المدمرة ضد القطاع منذ أشهر فإن حماس لا يمكن أن تقبل التعاطي مع أي أفكار أو مخططات تقوض حكمها لغزة أو تجبرها عن التنازل عن الحكم.
وقال الأسطل، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس متمسكة بقوة بحكمها للقطاع حتى النهاية، خاصة وأنها تدرك جيداً أن إسقاط حكمها لغزة يحتاج لسنوات من القتال مع إسرائيل، وأن تكلفة ذلك سياسياً وأمنياً وعسكرياً عالية جداً".
وأوضح أن "تمسك حماس بالحكم سيؤدي إلى تدمير كامل قطاع غزة، إلا أن ذلك لن يدفع الحركة للتنازل عن الحكم أو تقديم تنازلات بهذا الشأن"، مشدداً على أن استمرار حكم الحركة للقطاع قرار إستراتيجي لا يمكن المساس به بالنسبة لقادتها.
وأضاف: "حماس تدرك جيداً أن تقديم تنازلات بهذا الشأن أو مشاركة أي طرف فلسطيني أو إقليمي بحكم غزة سيكون بمثابة أول مسمار يُدق في نعش الحركة، وسيؤدي لانهيار النظام الذي سعت لبنائه على مدار سنوات الانقسام الفلسطيني."
وبين أن "ذلك يتزامن مع حالة التخبط التي تعيشها إسرائيل، خاصة وأن المستويات السياسية والأمنية والعسكرية لا تمتلك أي تصور واضح لليوم التالي للحرب"، لافتاً إلى أن أي تصور إسرائيلي بشأن الحرب يحتاج لقبول دولي وإقليمي ومشاركة حماس."
اتفاق إقليمي
ويرى المحلل السياسي، سعيد زيداني، أن "الحرب في غزة لا يمكن أن تنتهي إلا باتفاق إقليمي ودولي تكون حركة حماس وإسرائيل طرفين رئيسين فيه، وإن كان بصورة غير مباشرة"، لافتاً إلى أن إجبار حماس على التنازل عن الحكم صعب للغاية.
وأوضح زيداني، لـ"إرم نيوز"، أن "حماس ستقدم تنازلات كبيرة تضمن بقاء حكمها للقطاع والهدوء على جبهة غزة لسنوات طويلة. لكنها لن تقبل بأي حلول تمس من سيطرتها على غزة"، مبيناً أن مسألة الحكم بالنسبة للحركة محسومة.
وأشار إلى أن "غياب أيّ رؤية إسرائيلية لليوم التالي للحرب هو الذي يؤخر وقفها، وتعزز مطالبات الحركة باستمرار حكمها دون أي شراكة سياسية سواء مع السلطة الفلسطينية أو مع المجتمع الدولي"، لافتاً إلى أن ذلك يحرج ائتلاف بنيامين نتنياهو الحكومي.
وأضاف: "بتقديري التوصل لاتفاق نهائي لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة مسألة معقدة للغاية، وتحتاج لفترة من الزمن؛ ما سيؤدي لدخول الطرفين إلى ما يشبه الحرب الباردة التي قد تستمر لأشهر وربما سنوات".
وختم حديثه بالقول: "مثل هذه الحرب ستكون تكلفتها عالية جداً لحماس وإسرائيل والمنطقة؛ ما سيدفع الطرفين للقبول خلال الفترة المقبلة باتفاق مبدئي، والعمل على بضع مراحل من أجل التوصل لاتفاق شامل ينهي حالة القتال الدائرة حالياً".