رصدت صحيفة "غلوبس" العبرية، أمس الجمعة، ترسانة "حزب الله" العسكرية، محذرة من مفاجآت بعد أن شارفت إسرائيل على بلوغ نقطة "اللاعودة" في حربها الشاملة مع الميليشيا اللبنانية، بعد 9 أشهر من التصعيد.
وعرف الجيش الإسرائيلي خلال الشهور الأخيرة جانبًا من قدرات ميليشيا حزب الله العسكرية المستحدثة، سواء الصواريخ المضادة للطائرات أو القذائف الدقيقة أو المسيرات الانتحارية، إلا أنه لا يفقه الكثير عن القدرات الأخرى، حسبما أفادت الصحيفة.
وحصد التصعيد جنوب لبنان حتى الآن 350 مقاتلًا تابعًا لميليشيا حزب الله، وقرابة 90 مواطنا لبنانيا، مقابل 15 جنديًا و10 مدنيين في الجانب الإسرائيلي، بحسب أرقام ساقتها الصحيفة.
بين المعروف والمجهول
وفي الوقت الذي شهدت فيه الشهور الأخيرة استخدام حزب الله مسيرات هجومية، منها مسيرات قادرة على إطلاق صواريخ، إلا أن الصحيفة العبرية رأت أن الميليشيا لم تفعِّل بعد جميع فئات المسيرات، ومدى بعضها ربما يصل إلى 400 كم.
وأردفت أن الميليشيا تمتلك أيضًا نظم دفاع جوي؛ إذ نجحت حتى الآن في إسقاط طائرة إسرائيلية استراتيجية من دون طيار من طراز "هيرمس 900"، واثنتين من طراز "هيرمس 450"، سعر الأولى يقدر بحوالي 6.85 مليون دولار، وسعر الطراز الثاني يصل إلى مليوني دولار للطائرة الواحدة.
وتثير القدرات الاستخبارية للميليشيا مخاوف الصحيفة، بعد أن تبين أنها تمتلك معلومات دقيقة عن المواقع الاستراتيجية الحساسة في إسرائيل.
وأعربت عن قلقها من تمكنه من التصوير الجوي وجمع المعلومات الاستخبارية بالمسيرات، ودللت بواقعة تصوير ميناء حيفا، من دون اعتراض المسيرة الاستطلاعية.
ونبّهت إلى احتمال إظهار مفاجآت تتعلق بقدرات بحرية تمتلكها ميليشيا حزب الله، في ظل امتلاكها صواريخ مضادة للسفن، منها صواريخ (C-802) بمدى 120 كم.
كما تمتلك الميليشيا اللبنانية ذراع كوماندوز بحرية، تعمل على متن زوارق سريعة، وسط مخاوف من احتمال امتلاكها مركبات مسيرة مفخخة.
هندسة عكسية
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن المفاجآت التي أظهرتها ميليشيا حزب الله خلال الفترة الماضية ربما لن تكون الأخيرة، وأنها قد تفاجئ إسرائيل على أصعدة عديدة، منها الاستخباري والبري والجوي والبحري.
واتبعت ميليشيا حزب الله آلية "الهندسة العكسية" المعنية باكتشاف المبادئ التقنية لآلة أو نظام عبر تحليل بنيته ووظيفته وطريقة عمله، وأنتجت منظومة صواريخ مضادة للدبابات.
ووفق الصحيفة، جزء كبير من الأضرار التي لحقت بالجيش الإسرائيلي كانت عبر صاروخ "ألماس 1" الذي أنتج بآلية "الهندسة العكسية" لسلسلة صواريخ "سبايك" الإسرائيلية.
ويعني ذلك أن أحد صواريخ "سبايك"، الذي تنتجه شركة أنظمة رفائيل العسكرية الإسرائيلية، والذي يطلق عليه "غيل"، سقط في يد إيران، ومن ثم أنتجت الصاروخ "ألماس 1".
شبكات الأنفاق
ونوهت الصحيفة إلى أن الحرب البرية وحدها في جنوب لبنان هي التي يمكنها أن تظهر لإسرائيل مدى تشعب شبكة أنفاق ميليشيا حزب الله.
واستشهدت بتقرير سابق لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، الذي أشار قبل 4 أشهر إلى أن كوريا الشمالية ساعدت ميليشيا حزب الله منذ ثمانينات القرن الماضي على بناء شبكة دفاعية تحت الأرض، بطول مئات الكيلومترات، يبدو أنها تصل إلى سوريا.
وقالت إن أعمال حفر الأنفاق جنوبي لبنان منذ عقود وصفت بأنها "أعمال هادئة" بفعل السمات الجيولوجية للمنطقة، كما أن شبكة دفاع "حزب الله" تحت الأرض تتضمن عشرات مراكز العمليات التي تديرها، والتي يبلغ عمقها بين (40 - 80) مترًا تحت الأرض.
ووفق التقديرات، يوجد داخل تلك الشبكات نظم صواريخ "فتح 110" قصيرة المدى، إيرانية الصنع، وكذلك صواريخ باليستية.
