اشتباكات بين الشرطة و"الحريديم" الغاضبين من التجنيد الإلزامي في إسرائيل (فيديو)

اندلعت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين من طائفة "الحريديم" المتشددين دينياً، الذين يعارضون المشاركة في الخدمة العسكرية الإلزامية، إذ كان من المقرر أن تلتحق أول مجموعة من طلاب المدارس الدينية المعفيين بالخدمة اليوم الاثنين.

وذكرت الشرطة الإسرائيلية، أن المتظاهرين تجمعوا خارج قاعدة تجنيد عسكرية في مدينة "كريات أونو"، قرب تل أبيب.

وأفاد متحدث باسم الشرطة، أن المتظاهرين شرعوا بارتكاب أعمال شغب وعنف، واخترقوا الحواجز والأسوار الأمنية. 

وأضاف المتحدث أن رجال الشرطة بدؤوا في صد المتظاهرين باستخدام الخيالة، واعتقلت الشرطة 3 من مثيري الشغب.

جاء ذلك في الوقت الذي بدأ فيه الجيش الإسرائيلي تطبيق أوامر وزير الدفاع يوآف غالانت، باستدعاء مئات الشبان من "الحريديم" للخدمة العسكرية الإلزامية.

وتأتي الخطوة بموجب قرار المحكمة العليا، وتوصيات المستشارة القضائية للحكومة، بتجنيد 3 آلاف من طلاب المدارس الدينية الأصوليين سنويًّا.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، إن من المنتظر أن يبدأ أتباع التيار المتشدد التظاهر اليوم وغدًا قبالة مكتب تجنيد "تل هاشومير".

وأوضحت أن من المفترض أن يصل للمكتب 300 شاب "حريدي"، تلقوا أوامر استدعاء من الجيش، في خطوة تجريبية هي الأولى من نوعها.

وأرسل الجيش الإسرائيلي حتى الآن 1000 أمر استدعاء لشبان من "الحريديم"، فيما يحل اليوم موعد توجه 300 منهم إلى مكتب التجنيد في "تل هاشومير"، وسط توقعات بتظاهرات مناهضة.

وبحسب الصحيفة، لا يملك الجيش الإسرائيلي تقديرات واضحة بشأن أعداد الشبان المتشددين دينيًّا الذين سيستجيبون للأوامر التي أرسلت إليهم.

ولكن الصحيفة أشارت إلى أن لديها معلومات بأن قرابة 30% - 40% فقط ممن تلقوا أوامر الاستدعاء لم يستبعدوا كليًّا أن يلتحقوا بالخدمة العسكرية، ولم يستخدموا المصطلحات ذاتها التي تطلق خلال التظاهرات الحريدية مثل "نموت ولا نخدم بالجيش"، ما يعني أن هذا هو الحد الأقصى المتوقع أن يستجيب.

ويأمل الجيش الإسرائيلي أن ينجح في تجنيد 3 آلاف شاب حريدي من الآن وحتى حزيران/ يونيو 2025.

30 ألفًا خلال عقد

قرار المحكمة العليا الذي أثار حالة من الجدل، وأزمة حادة داخل المجتمع الحريدي، سيعني أن 30 ألفًا من طلاب المدارس الدينية دارسي التوراة، سيلتحقون بالجيش خلال عقد من الزمن.

ويبلغ تعداد هذا المجتمع المتشدد دينيًّا داخل إسرائيل قرابة 1.3 مليون نسمة، بواقع 13.6% من إجمالي عدد سكان إسرائيل، ويبلغ عدد الشباب الحريدي حتى عمر 19 عامًا قرابة 58% من إجمال تعداد هذا المجتمع، وفق دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.

عقوبات على المتمردين

من جهتها، أشارت قناة "الآن 14"، الأحد، إلى أن وزير الاقتصاد نير باركات، شدّد على أن الشبان "الحريديم" الذين سيرفضون الامتثال لأوامر الاستدعاء، سيصبحون عرضة لعقوبات تضاف لحظر تمويل المدارس الدينية غير الرسمية.

ويدرس آلاف الطلاب "الحريديم" في مدارس دينية تمولها الحكومة، ويحصل كل طالب على 400 إلى 500 شيكل أسبوعيًّا نظير تفرغه للدراسة الدينية، فيما يرتفع المبلغ بين 600 إلى 800 شيكل شهريًّا للمتزوجين منهم.

وتعتزم الحكومة، وفق ما أكده الوزير بركات، سحب تراخيص قيادة المركبات وحظر إصدار جواز سفر إلى كل من يرفض الامتثال لأوامر التجنيد، ونقلت القناة عن الوزير قوله: "إذا كنت لا تريد الخدمة العسكرية فلا تطلب دعم الدولة".

وأبدى بركات تأييده الشديد لقانون التجنيد وإلحاق "الحريديم" بالجيش، وأشار إلى أهمية ضم مزيد من الجنود للجيش لحماية أمن البلاد.

وتشكل تصريحات بركات حلقة جديدة في سلسلة الأزمات بين الدولة و"الحريديم" عقب إقرار قانون تجنيد أبناء هذه الطائفة المتشددة دينيًّا.