"نيوزويك": ميليشيا عراقية تلوح باستئناف هجماتها ضد القوات الأمريكية

لوّح زعيم سياسي في ميليشيا "النجباء" العراقية، باستئناف الهجمات ضد القوات الأمريكية في ضوء استمرار تصاعد التوترات الإقليمية، وفق مجلة "نيوزويك".

وقال رئيس المكتب السياسي لميليشيا النجباء، علي الأسدي، في تصريح للمجلة الأمريكية، إن "أصل الوجود الأمريكي في العراق غير قانوني وغير شرعي".

وأشار إلى "قرار البرلمان العراقي بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، فضلًا عن المظاهرات المليونية التي نظمها الشعب العراقي لطرد قوات الاحتلال".

واستطرد الأسدي قائلًا: "أما بالنسبة لتواجدهم على أساس اتفاقية الإطار الاستراتيجي المقرر استكمالها، فهو الآن غير قانوني، ويشكل انتهاكًا للقوانين الدولية؛ لأنهم يحتلون سماء العراق، وينتهكون مجاله الجوي".

وأوضح أن "الوجود غير الشرعي وغير القانوني للقوات الأمريكية يزينه اغتيالات داخل الأراضي العراقية، وأفراد من قوات الأمن العراقية، دون علم الحكومة العراقية".

وأضاف أن "كل هذا يعطي مبررًا لفصائل المقاومة والشعب العراقي لمواجهتهم وتحرير أرضهم من هذه القوات التي تنتهك حقوق وكرامة العراقيين".

وتتصاعد التوترات الإقليمية؛ بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أشعلت الأزمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقالت المجلة الأمريكية، إن ميليشيا النجباء هي واحدة من عدة ميليشيات تعمل تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تحالف لجزء من محور المقاومة الأوسع المتحالف مع إيران.

ولفتت إلى أن "محور المقاومة" أطلق صواريخ وطائرات بدون طيار على كل من إسرائيل والقوات الأمريكية في كل من العراق وسوريا، طوال الحرب المستعرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.

ومع ذلك، توقفت حملة الميليشيات العراقية ضد القوات الأمريكية إلى حد كبير في فبراير/شباط الماضي، بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم على الحدود بين الأردن وسوريا، ما أدى إلى غارات جوية أمريكية مكثفة ضد مواقع للميليشيات العراقية.

تفاقم الغضب 

وأشارت "نيوزويك" إلى تفاقم الغضب إزاء الضربات الأمريكية؛ بسبب تزامنها تقريبًا مع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران.

وأثارت عمليات القتل هذه وعودًا بالانتقام من إيران وميليشيا حزب الله وفصائل أخرى من "محور المقاومة"، بما في ذلك المقاومة الإسلامية في العراق، التي ازدادت غضبًا الآن بسبب مقتل مقاتليها، وفق المجلة.

وبينت أن الضربات الأمريكية الجديدة التي نفذتها في العراق، يوم الإثنين، أثارت مرة أخرى الغضب إلى جانب دعوات لاستئناف العمليات ضد القوات الأمريكية في بلد تزعم الميليشيات أنه محتل بشكل يتعارض مع القانون الدولي.

وزعم المسؤولون الأمريكيون أن الضربات الأخيرة في العراق، أجريت تحسبًا لهجوم بطائرات بدون طيار، تخطط له قوات مجهولة على الأرض، وفق ما أوردته المجلة.

ولفتت إلى تنويه مسؤول دفاعي أمريكي بأن القوات الأمريكية في العراق نفذت غارة جوية دفاعية في محافظة بابل، استهدفت مقاتلين يحاولون شن هجوم بواسطة "أنظمة جوية بدون طيار في اتجاه واحد" (OWAUAS).

وقال المسؤول الدفاعي: "بناءً على الهجمات الأخيرة في العراق وسوريا، قدرت القيادة المركزية الأمريكية أن "الأنظمة الجوية بدون طيار في اتجاه واحد" تشكل تهديدًا للقوات الأمريكية وقوات التحالف".

وتابع: "يؤكد هذا الإجراء على التزام الولايات المتحدة بسلامة وأمن أفرادنا"، موضحًا: "نحافظ على الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس، ولن نتردد في اتخاذ الإجراء المناسب".

وأشارت المجلة الأمريكية إلى ادعاء ميليشيا كتائب حزب الله، العضو في "المقاومة الإسلامية" في العراق، بأن الضربة استهدفت خبراء يقومون بإجراء اختبارات على طائرات استطلاع بدون طيار، يتم نشرها لتوفير الأمن خلال موسم الحج الشيعي المقبل إلى مدينة كربلاء، لإحياء ذكرى الأربعين. 

 

مخاوف حكومية

وأكدت المجلة أن الغضب المتزايد يفاقم المخاوف لدى الحكومة العراقية بشأن قدرتها على تحقيق التوازن بين شراكتها الأمنية الطويلة الأمد مع الولايات المتحدة، وقدرتها على كبح جماح الميليشيات التي تطالب بالخروج الأمريكي الفوري.