ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لمواصلة تقليص عدد موظفي الحكومة "غير الضروريين"
يندرج مسلسل "الخائن"، المقتبس عن عمل درامي تركي بالاسم ذاته، ضمن الأعمال التي تكون فيها الشارة "البرومو" أهم بكثير من المسلسل بحد ذاته، وخاصةً من ناحية التكثيف والتشويق والتعبير عن فحوى العمل ككل.
دماء سوداء تسير في عروق الوردة البيضاء حتى تحيلها إلى سواد كالح، ناجم عن عقاقير مرصوفة بجانب بعضها مملوءة بالحقد والكره والخيانة والانتقام.. كل ذلك إلى جانب مغطس من هذه الخلطة بحد ذاتها، وصراخ على خلفية أغنية Can’t pretend، بمرافقة مونولوج للممثلة سلافة معمار بشخصية "الدكتورة أسيل" وهي تجري عملية جراحية للوردة، وتقول: "القصة مانها واقفة على شعرة".
فعلاً "القصة مانها واقفة على شعرة"، فهي اعتراض شرس على فعل الخيانة التي ارتكبها زوج أسيل المهندس سيف "قيس الشيخ نجيب" مع تيا "مرام علي" الفتاة العشرينية..
إلى هنا الدراما متأججة وتفعل فعلها لدى المتلقي الذي ينسجم مع هذه الموضوعة المحببة لديه، لكن البداية من الذروة الدرامية لفضح خيانة الزوج أمام أهل العشيقة، ثم العودة إلى تفكيك الحكاية ومسبباتها وتبعاتها بأحداث ومصادفات وأسلوبية باهتة، كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير الدرامي.
كما أن الدوامة التي وقع فيها العمل بعد زواج سيف من تيا وسفرهما إلى أمريكا ومن ثم عودتهما بثروة طائلة إلى الوطن لمتابعة حياتهما ومشاريعهما الكبيرة، أصبحت ولأكثر من عشرين حلقة تدور حول المناكفة و"المجاكرة" بين سيف وأسيل، بحيث إن القصة باتت تدور في حلقة مفرغة، دون تعزيز لأحداث حقيقية تُغير مجرى الحكاية.
حتى أن الانتقام الذي أراده الزوج من طليقته جاء بصيغة باهتة، وكأن الموضوع ترجمة فقط، مع المحافظة على المطمطة التي تؤدي إلى ما هو ضد الدراما، لاسيما إن تم النظر إليها بمنظار هيتشكوك القائل بأن الدراما هي "الحياة منقوصٌ منها عنصر الملل".
كما أن المناكفة تنتقل من الزوج والزوجة إلى الأفعال التي يقوم بها أخو تيا بابن سيف، ليتعزز مفهوم الدراما الخالية من النوازع الجدية في تفعيل الأحداث، وكان بالإمكان الاتكاء على الأبعاد النفسية لشخصيتي البطلين اللذين عانيا في طفولتهما الكثير من المآزق النفسية التي يمر عليها العمل مروراً خاطفاً.
حافظ "قيس" على إيقاع أدائه ذاته في مختلف المواقف من حب وغضب واستياء وغموض، والأمر ذاته ينطبق على مرام علي في قلقها الدائم وانصياعها لمن حولها، حتى بعد زواجها وإنجابها لابنتها زينة.
بقيت الشخصيات بمعظمها نمطية، ولم يتح لها الورق المكتوب أي فرصة للتحرك في أداءات تمثيلية فارقة، إذ إنها مُكمِّلة للمشهد، بمن فيهم والدا تيا "جلال شموط" و"تيا حرب"، وحتى سامر "خالد شباط" شخصيته الشريرة واضحة المعالم بلا انقلاب.. والشيء ذاته ينطبق على الشخصيتين اللتين أداهما كل من إيلي متري ورولا بقسماني المحرومين من نعمة الإنجاب.
لا يمكن معرفة ما سيؤول إليه المسلسل وهو ما زال في حلقته الرابعة والثلاثين، وما إن كان سيتم تعويض الخلل الدرامي، من خلال أحداث لديها قيمة، ومنعطفات في الحبكة تزيد عنصر التشويق، فهذا ما ينتظره الجمهور، خاصةً مع وجود فنانة من رتبة سلافة معمار التي تقمصت أوجاع شخصيتها وسعت لإبراز جبروتها على آلام الخيانة.