أثار ملتقى لمئات "المؤثرين العرب" عقد في الأردن، جدلا وانتقادات واسعة وجهت للحكومة، وصلت حد المطالبة بإقالة وزير السياحة.
ويهدف الملتقى الذي يستمر لعدة أيام، للترويج للأردن سياحيًا من خلال هؤلاء المؤثرين؛ إلّا أنه قوبل بحملة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حول توقيته ومغزاه والميزانية التي صرفت له من قبل الحكومة.
كم أن بعض مقاطع الفيديو التي وثّقت حفلا ضمن فعاليات الملتقى، أثارت انتقادات بسبب احتوائها على مشاهد رقص، اعتبر فيها نشطاء أنها تمت برعاية حكومية.
إلا أن مصدرا في وزارة السياحة أكد أن الأخيرة "لم تتحمل أيا من كلف تنظيم الملتقى".
وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته لـ"إرم نيوز"، إن "هيئة تنشيط السياحة، التي تشارك بالمنتدى بهدف الترويج للسياحة، لا تتدخل بالحرية الشخصية للمؤثرين المدعوين".
وأضاف أن الحفلات التي تضمنت مشاهد الرقص "كانت خارج نطاق الجلسات الرسمية للمنتدى".
وكشف أن شركة تدعى "أومنيس ميديا" هي التي نظمت كافة تفاصيل المنتدى، إلى جانب تحمل كلفه المادية.
وأوضح المصدر، أن "دور هيئة السياحة يبدأ اليوم الأربعاء، بأخذ المؤثرين في جولات هدفها الترويج للمواقع السياحية الأردنية".
وكان وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز، قد رعى يوم الإثنين، حفل إطلاق فعاليات منتدى المؤثرين العرب "كلام مدينة"، في البحر الميت.
ووفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، يشارك في المنتدى 500 من المؤثرين العرب، ومجموعة من الشخصيات العامة، وممثلين عن القطاع السياحي ووسائل الإعلام.
إقالة الوزير
من جهته، طالب عضو مجلس النواب الأردني عماد العدوان، بإقالة كل من وزير السياحة، رئيس هيئة تنشيط السياحة عبدالرزاق عربيات، نظرا لما وصفها بـ"التجاوزات الأخلاقية" خلال المنتدى.
وقال العدوان في بيان الأربعاء، إن "الفيديوهات والصور المتداولة للمشاركين تنافي قيمنا وديننا وأخلاقنا وعادتنا كمجتمع أردني شرقي محافظ، متسائلا كيف يقبل المسؤولون عن ملف السياحة بهذه التجاوزات والمخالفات الأخلاقية".
ووجه النائب أيضا، "سؤالا نيابيا" تضمن استفسارات موجهة إلى وزير السياحة، حول أبعاد المنتدى وأهداف تنظيمه والكلف المترتبة عليه.
وحاولت "إرم نيوز"، التواصل مع العدوان هاتفيا، للتعليق على بيانه، إلّا أنه لم يجب.
ويتيح الدستور الأردني توجيه النائب أسئلة إلى رئيس الوزراء أو الوزراء، ويلزم الطرف الآخر بالإجابة خلال مدة محددة.
لا علاقة للحكومة
بدوره، قال وزير السياحة الفايز في تصريحات نقلتها يومية "الغد"، إن الهجمة التي شهدها الملتقى، جاءت بسبب، “عدم دعوة كل من يعتقد بأنه مؤثر فيحاول التأثير بطريقته، ولكن هذا نجاح بحد ذاته".
وأكد الوزير في تصريحات آخرى أن "الحكومة لا علاقة لها بتنظيم الحدث" إلا أنها شاركت فيه ممثلة بوزارة السياحة للترويج للمناطق السياحية في الأردن.
ردود فعل
إلى ذلك غلب الانتقاد على ردود الفعل المتعلقة بتنظيم الأردن لمنتدى المؤثرين، إلّا أن البعض أثنى عليه.
ونشر الناشط فراس الماسي أحد مقاطع الفيديو التي أثارت جدلا، وعلّق عليه بالقول: "الراقصون والراقصات، هذه عينه من المشاهير المدعوين، تركيزهم على الراقصات".
بدوره، انتقد أستاذ العلوم السياسية الأردني حسن البراري، المنتدى قائلا: "في بلدنا فقط هناك رعاية للتفاهة، وتعقد مؤتمرات لمجموعة المؤثرين الذين لا يقدمون أي محتوى، استثمار كبير في التفاهة وهذا جزء من مخطط تدمير المجتمع".
لكن الصحفي السعودي جاسر الصقري امتدح تنظيم المنتدى عبر مقطع فيديو نشره عبر حسابه على "تويتر".
واستغربت الناشطة هيلدا عجيلات، الهجوم على المنتدى.
وذكرت عجيلات عبر "تويتر"، "بصراحة مش فاهمة لشو هذا الكم من الهجوم على ملتقى المؤثرين العرب في البحر الميت أي شي لمصلحة الوطن يا هلا ومراحب فيه، بس يا رب يكون المردود أكثر من المصروف".
الشركة المنظمة ترد
وردّت شركة "أومنيس ميديا" المنظمة لمنتدى المؤثرين، على الجدل والانتقادات التي طالته.
وذكرت الشركة في بيان، وصلت الى "إرم نيوز" نسخة منه، أن "إجمالي عدد متابعي المؤثرين وصُناع المحتوى المشاركين في الملتقى على مدار أيامه الثلاثة بلغ نحو 248 مليون متابع على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، ما يجعل من هذا الملتقى أضخم حدث رقمي في الوطن العربي".
وأضافت أن "عدد المشاركين من الأردن بلغ 217 مشاركا وهو ما نسبته 38% من إجمالي الحضور والبالغ عددهم 562 مشاركا، بينما بلغ عدد الحضور من كافة دول مجلس التعاون الخليجي 129 مشاركا، وبلغ عدد المشاركين من بقية الدول العربية 216 مشاركا".
وكانت "أومنيس ميديا" قد رتّبت مع هيئة تنشيط السياحة الأردنية في وقت سابق لاستضافة ملتقى "كلام مدينة" في البحر الميت، بهدف دعم القطاع السياحي الأردني والترويج للمناطق السياحية والأثرية في المملكة على الصعيد العربي، حسب البيان.
