عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
فن ومشاهير

"ابتسم أيها الجنرال".. هل استحق كل هذا الجدل والترقب؟

"ابتسم أيها الجنرال".. هل استحق كل هذا الجدل والترقب؟
28 مارس 2023، 9:43 ص

من بين المسلسلات السورية التي بدأ عرضها في الموسم الرمضاني الحالي، حظي مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" للمخرج عروة محمد، بالكثير من الاهتمام والجدل حتى قبل عرضه، فقد ترقبه السوريون، خصوصا، بكثير من الفضول، وما إن بدأ عرض الحلقات الأولى حتى تباينت الآراء حول أهمية هذا المسلسل.

وجاء الاهتمام بالمسلسل إثر تسريبات قالت إن المسلسل سيتناول سيرة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، أو سيرة الرئيس بشار الأسد، ومن وجهة نظر "معارضة"، ذلك أن المسلسل صور وأنتج خارج سوريا، ومعظم ممثليه هم ممن وصفوا بـ"المعارضين".

التهرب من التوثيق

وعند بدء عرض المسلسل تنصلت الجهة المنتجة من أي توثيق تاريخي لمجريات العمل، إذ تظهر مع بداية كل حلقة تلك العبارة المشهورة "جميع شخصيات المسلسل وأحداثه من وحي الخيال، وإن أي تشابه بينها وبين شخصيات حقيقية هو من قبيل الصدفة".

ومثل هذه العبارة تعفي صناع العمل من أي تقيد بالوقائع والحوادث التاريخية، وتسهل كذلك مهمة الرد على أي خطأ فني أو تحريف لحوادث تاريخية بالقول إن العمل متخيل.

بعيدا عن جدل الجانب التاريخي التوثيقي فإن العمل، وبعد عرض خمس حلقات منه، بدا متواضعا إن لم نقل مخيبا للآمال.

وهذه العبارة "السحرية" تخفف، كذلك، من وطأة الشروط الإنتاجية، ففي حالة التوثيق ينبغي الحرص على تقديم خطوط درامية تاريخية تحاكي وقائع حصلت بالفعل، وكذلك التقيد بإكسسوارات المرحلة وتصاميم الديكورات إلى غير ذلك من المفردات والعناصر الفنية التي يجب أن تراعى في حال كان المسلسل توثيقيا عن شخصية ما، كما رأينا مثلا في أعمال فنية تناولت سيرة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وكذلك أنور السادات.

وهنا كانت الاستعانة بالوثيقة التاريخية أولوية تفرض تنفيذا مختلفا للعمل.

وفي مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" شاء صناعه تجنب الواقعة التاريخية الموثقة، لنكون، والحال كذلك، حيال مسلسل هجين، يتحدث عن بلد متخيل اسمه "الجمهورية الغربية" ورئيسها المدعو فرات الذي يجسد دوره الممثل مكسيم خليل، والصراع الدائر خلف الكواليس في قصر الرئاسة، وأروقة مكاتب المخابرات.

وبعيدا عن جدل الجانب التاريخي التوثيقي فإن العمل، وبعد عرض خمس حلقات منه، بدا متواضعا إن لم نقل مخيبا للآمال.

التصوير والإضاءة

وأولى الانتقادات يمكن أن توجه إلى الصورة والإضاءة الخافتة التي تخفي ملامح الشخصيات، وهذه الإضاءة الخافتة يلجأ إليها المخرجون في لقطات ومشاهد معينة للتعبير عن حالات درامية خاصة وإبراز أجواء الرعب والخوف أو عكس المناخات الكئيبة في عمل ما، أما أن تكون جميع مشاهد المسلسل مصورة وفق هذه التقنية الدرامية، فذلك لا يخدم العمل.

تمثيل غير متناغم

الانتقاد الآخر هو الفارق الكبير في الأداء بين ممثلين معروفين مثل مكسيم خليل وعبد الحكيم قطيفان ومازن الناطور وسوسن أرشيد وعزة البحرة، رغم التفاوت بين أداء هؤلاء الذين يعتبرون ممثلين من الصف الأول، وبين ممثلين جدد مبتدئين يظهرون وكأنهم في عرض مسرحي مدرسي.

كاتب السيناريو سامر رضوان قدم سيناريوهات من قبل نفذت في سوريا وكانت أكثر جرأة عن الفساد والتجاوزات ومافيات السلطة.

مثل هذه الفوارق في مستوى الأداء التمثلي خلقت نوعا من التنافر، ولم تنجح في منح العمل إيقاعا متناغما، ومن المعروف أن هذا الإيقاع الدرامي المتناغم على مستوى التمثيل، يحرص عليه، عادة، المخرجون عبر الاعتناء باختيار ممثلين وفق مقاييس تقود في النهاية إلى "تكامل أدوارهم" على الشاشة، غير أن ذلك لم يتحقق في "ابتسم أيها الجنرال".

الجرأة ليست جديدة

ورغم ما قيل عن أن مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، الذي كتب له السيناريو سامر رضوان، قد أنجز بعيدا عن مقص الرقيب، وسيشكل سابقة في مجال الدراما الجريئة، واختراق ملفات مسكوت عنها، غير أن ما رأيناه في الحلقات الأولى هو مجرد ثيمة نمطية تكررت في العديد من الأعمال عن الصراع على السلطة، وخفايا أجهزة المخابرات التي تلتقط كل شاردة وواردة من أجل ضبط الأمن وحماية الرئيس وحاشيته، فلا جديد هنا أيضا.

ولعل من المفيد الإشارة، هنا، إلى أن كاتب السيناريو نفسه قد قدم سيناريوهات من قبل نفذت في سوريا وكانت أكثر جرأة عن الفساد والتجاوزات ومافيات السلطة، كما رأينا، مثلا، في مسلسل "لعنة الطين"، و"دقيقة صمت"، والمسلسل الأكثر جرأة في تاريخ الدراما السورية وهو "الولادة من الخاصرة"، فضلا عن لوحات "مرايا" لياسر العظمة، وكذلك لوحات "بقعة ضوء".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC