عاجل
واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة
تتناول مسرحية "بوميرانغ"، للمخرج والمنتج المسرحي التونسي حاتم القروي، قضية الهجرة من زاوية جديدة ومختلفة، وتجمع شهادات عن الهجرة النظامية ومساوئها ومرارة الغربة والبعد عن الوطن، فضلًا عن ظاهرة تحايل بعض مكاتب التوظيف في الخارج.
وتروي المسرحية التجربة الشخصية لحاتم القروي، الذي هاجر إلى كندا وقضى فيها 6 أشهر، قبل أن يقرّر العودة إلى تونس، بعد أن تأكّد أنّه "لا يستطيع العيش في الغربة"، وفق قوله.
وانطلاقًا من هذه التجربة الشخصية، كتب القروي نصّ المسرحية ليقول لعامة الناس إن "الهجرة ليست الحل من خلال تجربتي الخاصة وما عايشته هناك"، بحسب ما ذكره لوسائل الإعلام تزامنًا مع بدء العروض الأولى لعمله الجديد.
ندم الهجرة
والعرض نوع هجين بين العروض الارتجالية والفردية (وان مان شو)، وهو عبارة عن لوحة من الشخصيات التي يرسمها حاتم القروي بكثير من البراعة، مستحضرا شيئا من تجربته الشخصية، وكثيرا من تجارب أخرى مشابهة تلتقي عند الفكرة ذاتها.
ويستحضر عنوان المسرحية معنى "الارتداد" الذي يعبّر عن نوع من الندم على قرار الهجرة أو "الهروب إلى الوطن" بدلا من الهروب منه، وفي ذلك رسائل بليغة إلى الشباب التونسي الذي يتطلّع جلّه إلى مغادرة البلاد، سواء بصفة نظامية أو غير نظامية.
ومسرحية "بوميرانغ" ليست قصة تروي تجربة شخصية لحاتم القروي فحسب، بل هي عمل تقدم من خلاله عدة شخصيات رؤيتها لقضية الهجرة والاندماج، وعدم الراحة في مكان آخر بعيدا عن الوطن، وهي شخصيات يبنيها حاتم القروي من خلال طريقة التحرك على خشبة المسرح وطريقة التفكير، ومن خلال الخطاب الذي يقدمه.
ويقدّم القروي كل ذلك من خلال نصّ أحكم كتابته ببراعة، لا يخلو من حسّ نقدي وفكاهي في آن، يستحضر مرارة الغربة، لكنه ينتزع من مشاهد المسرحية الضحك، ويقدّم طرحا آخر غير "الطرح المثالي" لمسألة الهجرة إلى الخارج، وكسب كثير من المال.
ويصحح القروي من خلال هذا العمل الرؤية المتداولة عن الهجرة، وأساسا الهجرة إلى كندا، مشيرًا إلى كثير من الصعوبات التي تعترض المغترب في جميع تفاصيل حياته.
وحاتم القروي ممثل كوميدي تونسي، شارك في عدة أعمال مسرحية، منها "عشق أباد" و"مانيفستو السرور" و"الناس الأخرى"، كما شارك في أعمال تلفزيونية، منها "سيارة إسعاف" و"أمبوتياج".
