مقتل المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في قصف على مخيم جباليا شمال قطاع غزة
تعيش مدينة الثقافة بتونس، هذه الأيام، الدورة الثالثة لمعرض الكتاب التونسي، وهي دورة "التحدي" كما سماها البعض، وتتزامن مع وضع صحي خطير وتدهور غير مسبوق للوضع الاقتصادي والطاقة الشرائية.
الدورة التي تختتم فعالياتها، غدا الأحد، اختارت لها الجهات المنظمة شعار "خذ الكتاب بقوة"؛ في رسالة إلى عشاق الكتاب، ومتابعيه بأن الكتاب صامد وجاذب رغم الظرف الاقتصادي والاجتماعي الصعب.
ويؤكد عدد من زوار المعرض أن ارتياد معرض الكتاب عادة دأبوا عليها رغم ضيق الحال وقلة ذات اليد أحيانا، حيث يكتفي الزوار بالتجول بين الأروقة والرفوف دون اقتناء الكتب بالنظر إلى أسعارها المرتفعة، وهي المعضلة الأساسية التي يواجهها الكتاب، بحسب محمد صالح الرصاع، صاحب دار نشر.
يقول الرصاع: "أنا ناشر تونسي وأعيش في تونس وأعرف المقدرة الشرائية للتونسي، وأعرف من يقبل على شراء الكتب، وأحسب أن 80% منهم على وشك الإفلاس، وبالتالي فإن معضلة السعر هي المعضلة الأساسية للكتاب التونسي".
وأشار الرصاع إلى أن الكتب الأكثر إقبالا هي الكتب التراثية، وكل ما يهم الدين من دراسات نقدية وغيرها، فيما أكد بلال المسعودي، وهو صاحب دار نشر أيضا، أن هناك إقبالا على الروايات الحاصلة على جوائز، مثل رواية "وادي الحطب"، التي تباع بشكل جيد بعد حصولها على جائزة "كتارا"، إضافة إلى روايات تم إصدارها منذ عام 2018 ولا تزال تلقى رواجا كبيرا وإقبالا من القراء، وكذلك كتاب "سكاكين عمياء" لعبدالقادر عليمي الحائز على جائزة لجنة تحكيم مسابقة كومار للرواية.
وتشير العارضة سارة المعلاوي، إلى أن العارضين في معرض الكتاب التونسي يحاولون تقديم عروض خاصة والقيام بتخفيضات تصل إلى 30% و50%، وأن هناك تنوعا في عرض الكتب الموجهة للكبار والصغار.
ورغم بلوغ معرض الكتاب التونسي دورته الثالثة، لا تزال هذه التظاهرة الثقافية تبحث عن انطلاقتها الحقيقية.
وبعد غياب الموسم الماضي بسبب الوضع الصحي، يعتبر القائمون على التظاهرة والمشاركون فيها أن هذه الدورة تمثل تحديا.
ويقول الناشر بلال المسعودي، إن موعد تنظيم هذه الدورة كان أمرا مفروضا، ولم يكن هناك خيارات كثيرة، فإما أن ينجز المعرض في هذه الظروف الصعبة أو لا ينجز.
ويشكو العارضون من ضعف الإقبال، لكن عطلة نهاية الأسبوع تقترن عادة بانتعاش الحركة وتضاعف الإقبال على الفضاءات الثقافية والترفيهية رغم القيود التي فرضتها الحكومة التونسية وأعلنت عنها، أمس الخميس، مع تفاقم انتشار الوباء بشكل خطير.