عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
ثقافة

فيلم "الهروب من مقديشو".. تعاون الأخوة الأعداء للنجاة من الموت

فيلم "الهروب من مقديشو".. تعاون الأخوة الأعداء للنجاة من الموت
18 أكتوبر 2021، 5:04 م

يسلط الفيلم الكوري الجنوبي "الهروب من مقديشو/ Escape From Mogadishu"، الصادر مطلع آب/أغسطس 2021، الضوء على أحداث الحرب الأهلية الصومالية في تسعينيات القرن الماضي، في حبكة مشوقة تؤكد أن الإنسانية تتجاوز ظروف الحرب.

رحلة الهروب

تدور أحداث العمل حول محاولة أعضاء السفارتيْن الكوريتيْن؛ الحاملتيْن للفكرين الشيوعي والليبرالي، الهروب من مقديشو أثناء اندلاع حرب أهلية صومالية تسببت بمصرع المئات.

ونشهد تعرض الدبلوماسيين لمحاولات احتجاز واغتيال تدفعهم إلى اللجوء لخطط سريعة كانت تبدو سابقا احتمالات مستحيلة الحدوث، لتبدأ رحلة الهروب والنجاة من التحديات المحفوفة بالمخاطر.

عنف

ويصور العمل مشاهد عنف في الصومال، ليطالب المتمردون بإسقاط الحكومة والثورة على القوانين الظالمة، ويقتحمون مبنى السفارة الكورية الجنوبية، لتطال أعمال الشغب الدبلوماسيين الأجانب.

وتتصاعد الأحداث بإخفاء أحد المتمردين الهاربين لدى عائلة السفير الكوري وتعاطفهم مع السائق الجريح، وعدم تصديقهم لكونه جاسوسا من صفوف الأعداء.





الإخوة الأعداء

يطرح السيناريو فكرة مميزة لم تتناولها الدراما منذ زمن بعيد، بخروجه عن الواقع المألوف لفكرة العدائية والانقسام من خلال اتحاد الكوريين شمالا وجنوبا في صف واحد، منحيّن الخلافات جانبا.

وتنجح الحرب في تحويل موقفهم من أعداء إلى أصدقاء أرغمتهم الظروف على التصدي لأعمال العنف في بلد أجنبي، وإنقاذ حياة المواطنين الكوريين، في رحلة موت تبعث على التوتر والرعب.

وهنا يؤكد العمل حكمة قديمة؛ مفادها أن عدوي يتحول إلى صديق حين تجمعنا المصالح، ويوحدنا عدو مشترك.

إنسانية

وترفض إحدى السفارات استقبال الكوريين الجنوبيين؛ بسبب تبعات العلاقات الدبلوماسية، على عكس سفارات أخرى ترحب بهم على الرغم من القطيعة السياسية.

وضخ المخرج زخما كبيرا من المشاعر في مشهد تقديم الوجبات للاجئين الدبلوماسيين، لنشهد الخوف والقلق من فكرة تسميم الأعداء للوجبات، إلى أن يبادر السفير الكوري الجنوبي بتناول الطعام.

ويثبت الفيلم فكرة أن الحروب وحدها من تكشف عن خبايا النفس البشرية من عواطف إنسانية وأخلاق وطنية، مؤكدا أن العنف والهمجية مرفوضة بالنسبة لجميع الأطراف بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم.

ويبرز في العمل دعاء الكوريين لآلهتهم بالسلام والنجاة باختلاف معتقداتهم، مرفقة بصوت أذان صلاة العصر، في حين تنتشر الجثث في الشوارع في مشهد عبثي.

قوة الأفكار

وتستدعي معظم اللقطات حالة تأمل عميقة تصيب المُشاهد وكأنها مسمار يُدق في لاوعيه، من خلال تصوير المخرج للأطفال الكوريين الذين يهربون من الأطفال الصوماليين الحاملين للرشاشات.

ويخلق العمل حالة من التشتت والضياع، ليبقى عاجزا عن تصنيف الأحداث وفهم موقفه ومشاعره، دون أن يعلم ما هو الأمر الخاطئ أو الصحيح، وتلاشي الحدود بين الجلاد والضحية، وتماهي العدو والصديق.

مرارة الانقسام

ويركز المخرج في العمل على عكس الواقع الكوري ونقل صورة الخوف والتشتت من خلال معايشتهم لمرارة الانقسام، وخضوعهم لحياة تفتقر إلى السكينة والأمان إثر فقدانهم عنصر الاستقرار، وتعرضهم لتهديدات مستمرة.

تشابه

ويتقاطع العمل ببعض أفكاره من حيث الحبكة والسيناريو مع فيلم "لا مفر/ No Escape" الصادر عام 2015، الذي يروي قصة عائلة أمريكية تعيش بسعادة في منزلها الجديد، في إحدى دول جنوب شرق آسيا، إلا أنها تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه، إثر حدوث انقلاب عسكري في تلك الدولة.

وتحاول العائلة النجاة من الاضطرابات الأمنية، والخروج من المأزق المرعب الذي وجدت نفسها فيه، إذ إن الوضع الحالي يضع أي أجنبي عرضة للإعدام الفوري.





تقنيات

جاءت الإضاءة في معظم اللقطات حمراء خافتة تعكس نيرانية الحرب وأجواء الثورة المشتعلة، وفي حين آخر فاترة زرقاء تتناسب ولقطات الهدوء النسبي.

وتأرجحت الكوادر التصويرية بحركة كاميرا سريعة توحي بالتشتت والخوف من الحرب، وتناغمت الألوان والكاميرا مع الإيقاع الموسيقي السريع الذي يوحي بالخطر والقلق.

العمل من إخراج ريو سونج وان، وشارك في بطولته كيم يون سيوك، وجو إن سونج، وهيو جون هو، وكيم سو جين، وحاز الفيلم على 6 جوائز في حفل "Buil Film Awards"، وترشح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC