حكومة غزة: القطاع يعيش الآن كارثة إنسانية حقيقية ومجاعة واضحة
بعد أن جذب "مصحف جيفرسون" الاهتمام خلال عرضه في الجناح الأمريكي بإكسبو دبي 2020، سعى الكثيرون من محبي التاريخ إلى التعرف على المصحف، الذي يُنظر إليه ككتاب نادر في العالم.
كان الكتاب حاضرا منذ البداية في التاريخ الأمريكي الحديث، وارتبط باسم أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة وكاتب إعلان استقلالها؛ توماس جفرسون، ما يعده كثير من المؤرخين دليلاً على أن المسلمين ليسوا دخلاء على المجتمع الأمريكي الحديث.
وإليكم أبرز 10 حقائق مشهورة عن "مصحف جيفرسون":
1ـ يعد "مصحف جفرسون" أو نسخة توماس جفرسون المترجمة من القرآن الكريم؛ أحد أهم مقتنيات مكتبة الكونغرس الأمريكية، وهو يتألف من مجلدين، ويُعرف تاريخيا بأنه الطبعة الثانية لترجمة المستشرق البريطاني جورج سيل، الصادرة في لندن عام 1764.
2ـ النسخة المترجمة من القرآن الكريم التي اقتناها توماس جفرسون كانت تعد من بين الكتب الأكثر مبيعاً في القرن الثامن عشر، وتعدّ ترجمة لمعاني القرآن، وليس ترجمة حرفية للآيات، ويُقال إن الفيلسوف الفرنسي فولتير استند إليها في مقالاته عن الإسلام والنبي محمد، فيما بقيت هي الترجمة الإنجليزية الوحيدة للقرآن حتى أواخر القرن التاسع عشر.
3ـ يقول المؤرخون إن توماس جفرسون ثالث رؤساء الولايات المتحدة، اقتنى هذه النسخة المترجمة من المصحف حين كان طالب حقوق في الثانية والعشرين من عمره سنة 1765، أي قبل 11 عاماً من كتابته إعلان الاستقلال.
4ـ رغم وجود "مصحف جيفرسون" في مكتبة الكونجرس وعليه أحرف اسمه الأولى على إحدى الصفحات، ترجح دراسات أن هذه كانت النسخة الثانية التي اشتراها من لندن، بعد أن دمر حريق كتبه وأوراقه في العام 1770، حيث أعاد شراء مئات الكتب النادرة، ثم تبرع بمكتبته للحكومة الأمريكية في 1815، وكانت وقتها أكبر مكتبة خاصة في الولايات المتحدة، وحوت 6700 كتاب.
5ـ وفقا لتاريخ عائلة جيفرسون، فإنها تعد من العائلات الثرية في فرجينيا، وكانت لديها عشرات من الخدم الذين تمّ إحضارهم من السواحل الأفريقية، وكثيرون من هؤلاء كانوا مسلمين، ما دفعه للتعرّف إلى معتقدهم، وعندما صاغ مدونة إعلان الاستقلال الأمريكي، بعد التحرر من نير الاستعمار البريطاني، كانت الجملة الأكثر شهرة ورنينا في الإعلان هي: "خُلق الناس جميعاً متساوين".
6ـ الاهتمام المبكر الذي أبداه الرئيس الأمريكي الراحل بالإسلام، وهذا الكتاب ساعده في بناء علاقات دبلوماسية مع الدول الإسلامية، وقد جذبه ما ذكره المترجم جورج سيل في مقدمة الكتاب، عندما وصف النبي محمد بأنه "مشرع القوانين للعرب"، حيث نادى الرئيس الأمريكي بعدها بالحقوق السياسية للمسلمين، وكان لديه اهتمام معلن بالإسلام والقرآن، مدللا بذلك على أن المسلمين كانوا جزءا من أمريكا منذ البداية.
7ـ احترام مظاهر الدين الإسلامي تجلت عند جيفرسون بعدما تولى رئاسة أمريكا، وتقول الباحثة الأمريكية دينيس سبيلبيرج صاحبة كتاب "مصحف جيفرسون.. عن علاقة الإسلام بالآباء المؤسسين للتجربة الامريكية" إنه عندما زار أول مبعوث مسلم البيت الأبيض عام 1805، وكان سفيرا تونسيا، وافق ذلك شهر رمضان، فأمر الرئيس الأمريكي بتغيير وقت مأدبة الغداء الرسمية من الثالثة والنصف ظهرا إلى وقت المغرب، احتراما لمعتقدات ضيفه المسلم، وهذا هو أول إفطار في البيت الأبيض، وهو التقليد الذي ظل متبعا منذ ذلك الحين سنويا تحت الحزب الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.
8ـ إحضار "نسخة جيفرسون" إلى الإمارات وعرضها في الجناح الأمريكي لإكسبو 2020 في دبي، تعد المرة الأولى التي يغادر فيها الولايات المتحدة منذ القرن الثامن عشر، حيث جاء في صندوق خشبي مجهز للنقل الآمن، يحتوي جهاز استشعار للاهتزازات ومراقبة التغيرات في درجة الحرارة، رفقة رجال أمن وبعض المتخصصين وشركة شحن دولية متخصصة في التعامل مع نقل الأدوات النادرة.
9ـ في عام 2018 تم تسليط الضوء على هذا الكتاب النادر، فحين انتخبت الأمريكية من أصل فلسطيني رشيدة طليب نائبة في الكونغرس، أدت اليمين عليه، وكذلك كيث أليسون أول مسلم ينتخب في الكونغرس عام 2006، الذي وصف الكتاب وقتها بأنه دليل على وجود أشخاص "متسامحين دينياً وذوي رؤية، منذ نشأة بلادنا، آمنوا باستقاء المعرفة والحكمة من مصادر عدة، من بينها القرآن". وكذلك قالت رشيدة: "لأن أمريكيين كثر لديهم شعور بأن الإسلام غريب عن التاريخ الأمريكي، ولكن المسلمين كانوا موجودين هنا منذ البداية".
10ـ في مقدمة الترجمة التي تتألف وحدها من مئتي صفحة، وصف سيل النبي محمد بأنه "جميل الشخصية، ذو ذكاء لامع، وسلوك محبب، يظهر ليبرالية تجاه الفقراء، واحتراما للجميع، وصلابة في مواجهة أعدائه، وفوق كل هذا لديه تقديس كبير لاسم الله"، لكن هذا المديح أغضب رؤساءه في مجتمع أنجليكاني بروتستانتي، حسب الباحثة الأمريكية دينيس سبيلبيرج، بينما يلفت باحثون إلى أنه رغم هذه الأوصاف التي ذكرها للنبي محمد فإن فهمه للدين الإسلامي شابه بعض العوار، ولكن ذلك لا ينفي القيمة التاريخية للكتاب.