فيلم "فرططو الذهب" يحلق في عالم معلق بين الواقع والخيال

شاهد جمهور السينما في تونس العرض الأول للفيلم الطويل "فرططو الذهب" لمخرجه عبد الحميد بوشناق، بعد أسابيع من إعلان ترشيحه لتمثيل تونس في مسابقة جوائز الأوسكار.

الفيلم الذي سبقته شهرته واستقطب جمهورا واسعا من المتابعين والنقاد في العرض الأول الذي انتظم بمدينة الثقافة في العاصمة تونس، ضمن تظاهرة أيام قرطاج السينمائية، هو من أبرز الأفلام المرشحة للفوز بالتانيت الذهبي، كبرى جوائز المسابقة الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة في المهرجان.

يروي الفيلم الذي يمتد على 92 دقيقة قصة علاقة معقدة بين الشاب معز، الذي يقوم بدوره محمد السويسي، ووالده عبدالوهاب ويتقمص دوره الفنان الكبير فتحي الهداوي، وهي علاقة تتراوح بين الخوف والحذر والحب، لكنها تبقى علاقة صدامية بين جيلين مختلفين لهما رؤى متباينة للحياة وتفاصيلها ومشاكلها.

ولا تخلو العلاقة بين الشخصيتين الرئيسيتين للفيلم أيضا من صراع داخلي تعيشه كل شخصية على حدة، فالشاب الذي يجد خط حياته مسطرا مسبقا يتقدم في دروب الحياة الوعرة بشيء من الخوف والحذر والتمرد على سلطة الأب، والأب الذي يرى هذا التردد والتمرد يسترجع جانبا من ماضيه بكثير من المرارة والحسرة على ضياع سنوات من عمره مع الغرباء في مهنته، حيث كان يعمل فنانا مسرحيا، وحتى داخل عائلته، وهي أقسى درجات الاغتراب والانكسار.

والفيلم لا يخلو أيضا من بعد عجائبي حين يستحضر بطله مرحلة الطفولة، ويغوص بالمشاهدين في عالم يتراوح بين الواقعي والخيالي.

يقول المخرج عبدالحميد بوشناق، الذي حضر العرض الأول، إن الفيلم "تم إنجازه منذ ثلاث سنوات، لكنه شهد خلال فترة جائحة كورونا الكثير من التغييرات على مستوى الرؤية والمونتاج، قبل أن يتم إطلاقه ليكون حاضرا للعرض الجماهيري".

وأكد بوشناق، في تصريح صحفي، أن "الإنجاز تم بفريق تونسي خالص، وفي إطار رؤية جديدة للواقع السينمائي الحالي في تونس الذي يتطلب الكثير من البحث والتجديد والخصوصية، لبلوغ مستويات التميز ضمن كوكبة الأفلام التونسية المنجزة في السنوات الأخيرة".

وكان فيلم "فرططو الذهب" رُشّح في وقت سابق لتمثيل تونس في مسابقة جوائز الأوسكار، كبرى المسابقات الدولية في المجال السينمائي، وهذا الفيلم هو الثاني في رصيد عبدالحميد بوشناق بعد فيلمه الطويل الأول "دشرة" (2018)، الذي حقق أرقاما قياسية على مستوى بيع التذاكر في القاعات التونسية.