عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
ثقافة

المسرح المصري.. 150 عاما بين التحديات والحداثة

المسرح المصري.. 150 عاما بين التحديات والحداثة
25 نوفمبر 2021، 4:10 ص

تجاوز عمر المسرح المصري 150 عاما، مر خلالها بالعديد من التحديات، وتجاوز الكثير من المحن، وأخرج الآلاف من الفنانين، وكان منبرا للثقافة والأدب والفنون، ونقل صورة عن المجتمع المصري في أفراحه وأحزانه وعاداته وتقاليده.

ورغم كل هذا، مر المسرح المصري بحالة ركود لأعوام عديدة، لكنه _أيضا_ حدث به العديد من التطور والانتشار في الفترة الأخيرة.

تراجع المستوى الفني للنصوص

وقال الناقد المسرحي المصري، محمد مسعد، في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، إن "الحركة المسرحية في مصر تواجه العديد من الأزمات، منها ما هو ناتج عن سياسات خاطئة أو تراجع في قيمة الميزانيات أو الآثار الاقتصادية على الحركة المسرحية وانصراف الجمهور وارتفاع التكلفة".

وتابع "..وهذه كلها ما يمكن أن نطلق عليها الأزمة الخارجية، أو الضغوط التي تحاصر الحركة المسرحية وتضغط على الفن المسرحي وتحصره سواء أكان بتمويل حكومي أم بتمويل خاص، فالآثار المدمرة لحرب الخليج وتراجع السياحة الخليجية، أديا لتدمير المسرح التجاري، على سبيل المثال في التسعينيات".

وأضاف مسعد "النوع الثاني من الأزمات هو الأزمات الداخلية التي تتعلق بتراجع المستوى الفني للنصوص والعروض وانحسار الجماليات في أشكال قديمة ومستنسخة، وإعادة إنتاج الجماليات ذاتها، وهو أمر طبيعي مع الضغط المتواصل من الخيارات الجمالية للإدارات المسرحية والاعتماد على أسماء وتيارات بعينها في المسرح".

وقال الناقد المسرحي المصري إن "النوع الثالث هو ما يمكن أن نطلق عليه الأزمات الوجودية، وهي الأزمات التي ولدت منذ اختراع السينما، وتفاقمت مع التلفزيون، ووصلت لحدودها القصوى مع الإنترنت، فالمسرح الذي ساد لقرون طويلة بوصفه الفن الدرامي والجماهيري الوحيد، أصبح مأزوما مع الضغط والمنافسة المتصاعدة للوسائط البديلة التي تطرح أفقا جمالية أعلى، وثراء إنتاجيا أوفر، ولا تتطلب مجهود النزول من البيت، فالدراما البسيطة الساذجة التي لا ترهق العقل تصل حتى المنزل عبر التلفاز.

وأنهى، مسعد، حديثه "رغم خطورة هذه التحديات أو الأزمات، إلا أنها لم تصل بعد لحد تهديد تلك الحركة أو القضاء عليها، فكل تلك الأزمات ورغم تأثيراتها السلبية لم تستطع اختراق النواة الأساسية للحركة المسرحية المتمثلة في قدرته برغم كل الصعوبات على اجتذاب ممارسين سواء أكان ذلك مرتبطا بأحلام العبور للتلفزيون أو السينما أم متوقفا عند حدود الهواية والاستمتاع الشخصي".

المسرح يبحث عن جمهوره

أما الناقد المسرحي الدكتور، مصطفى سليم، فكان رأيه بأن "المسرح المصري بعد طغيان المسرح التجاري في ثمانينايت وتسعينيات القرن الماضي، والذي واكب تراجعا نسبيا في المسارح الجادة، مر بفترة ازدهار في أواخر التسعينيات وفي العقد الأول من القرن العشرين، بعد تراجع ثم انهيار المسرح التجاري".

وأضاف "مع ثورة يناير توقف المسرح ثم استعاد نشاطه بقوة من عام 2014 وحتى عام 2017، لكنه لم يستثمر هذه الفرصة الاستثمار الأمثل، وظل يتحرك في الدائرة ذاتها لا هو يبرحها ولا هو يقفز فوقها لآفاق جديدة، حتى أتت الجائحة التي أوقفت المسيرة لتعود في رداء الإجراءات الاحترازية من الإصابة بكورونا".

وتابع سليم لـ "إرم نيوز": "ومع ذلك حدثت من 2017 إلى اليوم مجموعة من الإنجازات التي تبشر بثمار يانعة، منها تأسيس أول مدرسة بأكاديميات الفنون للتكنولوجيا التطبيقية والتي تفتح آفاقا علمية وتقنية جديدة أمام العمالة المدربة القائمة على تنفيذ العروض الفنية لكل فنون العرض".

وأضاف "تم أيضا وضع حجر الأساس لمسرح السامر وهو انطلاقة جديدة لمسارح الثقافة الجماهيرية، وافتتاح مسرح نهاد صليحة وأيضا وضع خطة لاستعادة مسرح الجزويت، كما استطاع مشروع مسرح المواجهة والتجوال من تحقيق مردودات واسعة، فمثلا عرضت مسرحية ولاد البلد بكل قرى وأقاليم مصر لأكثر من ألف ليلة من التجوال على مدار ست سنوات وهو رقم قياسي".

وأكمل "هذه المؤشرات وغيرها تضع المسرح المصري في تحديات جديدة على رأسها أن المسرح يجب أن يبحث عن جمهوره خارج العاصمة ولا ينتظره في المسارح المعروفة".

مسرح غير مواكب للتطور

وقال المخرج والمؤرخ المسرحي، الدكتور عمرو دوارة، في تصريحاته لـ "إرم نيوز": من وجهة نظري أن أهم التحديات التي تواجه المسرح المصري في الفترة الحالية، أنه لم يستطع مواكبة التطور الذي يحدث في مصر في النقل والاقتصاد وغيره، وإن كان قد حاول، لكنه لم يستطع أن يلحق بهذا التطور، ومع ذلك فأنا سعيد بافتتاح العديد من المسارح الجديدة، وعلى رأسها مسرح السامر، الذي يعد المتنفس الوحيد لمسارح الأقاليم".

وتابع دوارة "المسرح المصري ما زال يعاني من سوء الإدارة، ويدار من قبل مؤسسات لا تستطيع التنسيق فيما بينها، وتعد جزرا منعزلة، فهناك مسارح رائعة مجهزة على أعلى المستويات بالأقاليم، تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، ومع ذلك مغلقة طوال العام، ولا تقدم عروض مسارح الدولة، التي من المفترض أن تراها أطياف الشعب المصري كافة، وهذا يقع على عاتق مسارح الدولة، التي يجب أن تشترط على فنانيها أن يقوموا بالتجوال بعروضهم على جميع المسارح في الأقاليم".

وأضاف، أن "من أبرز التحديات التي تواجه المسرح هو خلو العديد من الأحياء في القاهرة الكبرى وغيرها من المحافظات من المسارح، مثل حي المعادي ليس به مسرح، ومدينة مسرح كان بها مسرح وأغلق، فيجب إنشاء مسارح وتطويرها، كما يجب رعاية فرق الهواه، فهناك أعداد كبيرة من الشباب الموهوبين يعانون من فقر الإمكانيات التي تساعدهم على الإبداع، وعلى مسارح الدولة ألا تفكر في العائد المادي، وأن تفتح أبوابها أمام فرق الهواه، وأن تقدم هذه العروض مجانا للجمهور المتعطش للفنون الراقية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC