رواية "ثرثرة على ضفة المانش" تنقل المعاناة العربية من عمق الواحة لقلب أوروبا

فاز الأديب التونسي المولدي ضو بالمركز الثاني لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي عن روايته "ثرثرة على ضفّة المانش" ليصبح أول تونسي يفوز بهذه الجائزة منذ استحداثها سنة 2010.

وأكد المولدي ضو في تصريح لـ "إرم نيوز" أنّ "جائزة الطيب صالح هي عندي وعند كثير من الكتّاب عروس الجوائز بلا منازع، لما لها من صلة بهرم كبير من أهرامات الرواية العربية والمقصود بذلك الطيب صالح نفسه".

وقد تم إستحداث هذه الجائزة سنة 2010، بعد عام من رحيل أحد أبرز الروائيين العرب المعاصرين الطيب صالح تخليدًا لذكراه، وتستقطب مشاركات من مختلف الأقطار العربية ومن شتى أنحاء العالم.

ويشير المولدي ضو إلى أنه أحب بصدق أدب الطيب صالح، لأنه عاش في بيئة لا تختلف عنه، فهو أصيل واحة قفصة (جنوب غرب تونس) التي تشبه إلى حدّ كبير واحات السودان ونخيله التي عشقها الطيب صالح وهام بأجوائها، وفق تأكيده.

والرواية تستلهم شيئا من عمل نجيب محفوظ الخالد "ثرثرة فوق النيل" لكن المولدي ضو يعتبر أن لكل عمل سياقه ويوضح أن "ثرثرة فوق النيل ذهنية رمزية متعلقة بمصر في فترة عبد الناصر، وثرثرتي عربية جامعة تخص أحداثا في بداية هذه الألفية وما زالت متواصلة في الواقع اليومي" بحسب ما أكده لـ "إرم نيوز".

ويوضح المولدي ضو أن "هذه الرواية امتداد لمشروع بدأته مع "سيرة المعتوه" المتوجة في تونس بالجائزة التقديرية" عام 2016، مشيرا إلى أن المشروع الأول "اهتمّ بأحوال المهاجر التونسي والعربي عامة قبل ثورات الربيع، أمّا ثرثرة على ضفة المانش ففيها تتبّع لأحوال المهاجرين بعد الثورات العربية" وفق قوله.

والأصوات في هذا العمل متنوعة الجنسيات، عراقية وتونسية وسودانية وسورية وليبية ويمنية، يجمعها مصير مشترك سواء في أوطانها أو خارج أوطانها، ويكتشف القارئ هذه الفكرة من خلال التداعيات المؤلمة والثرثرة التي قامت بها الشخصيات وهي تحاول عبور ضفة المانش نحو الأراضي البريطانية.

وفي الرواية مزيج بين المحلي والكوني، فيها روح الواحة ورائحتها، ونقل لتفاصيل العيش فيها، باعتبارها بيئة تلتقي عندها عدة أوطان عربية من حيث الخصوصيات وصعوبات الحياة، وفيها شيء من مرارة الغربة، وكأنها بذلك تستلهم من "موسم الهجرة إلى الشمال" أشهر أعمال الأديب السوداني الراحل الطيب صالح.

والمولدي ضو هو كاتب تونسي مهتم بالرواية والمسرح والبحث اللغوي، من إصداراته "سيرة المعتوه" و"واحة العميان" و"فردوس الإنسان" و"طبقات المقام"، وقد حصل على جائزة لجنة التحكيم لجائزة "الكومار الذهبي" سنة 2016 عن روايته "سيرة المعتوه".

وبلغت الأعمال الأدبية المشاركة في الدورة الثانية عشرة لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي لسنة 2022 أكثر من 700 عنوان من 31 دولة من مختلف أنحاء العالم في مجالات الرواية والقصة القصيرة والقصة الموجهة للطفل، إذ فاز الروائي العراقي ياس جياد زويد بجائزة المركز الأول عن روايته "معجم الأوجاع" فيما آلت الجائزة الثانية للتونسي المولدي ضو عن روايته "ثرثرة على ضفة المانش"، وتحصلت رواية "حطام" للكاتبة السورية إيناس عادل مهنا على الجائزة الثالثة.