كتب ورقية وأخرى صوتية ونوادر الصور والمخطوطات في معرض الرياض الدولي للكتاب

يشاهد زوار معرض الرياض الدولي للكتاب المقام حاليًا في العاصمة السعودية، خيارات ثقافية وترفيهية عديدة في أروقة المكان وفعاليات فنية تقام في مسارح قريبة على هامش الحدث الثقافي السنوي الذي يقدم هذا العام كتبًا صوتية لأول مرة بجانب عرض صور ومخطوطات نادرة.

وانطلقت النسخة الجديدة من المعرض، أمس الخميس، ويستمر حتى يوم السبت 8 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في موقعه المعتاد بواجهة الرياض، تحت شعار "فصول الثقافة"، حيث سيقدم على مدى عشرة أيام برنامجاً ثقافياً شاملاً.

كتب تقليدية وصوتية

تشارك في المعرض 1200 دار نشر ودور بالوكالة تمثل 32 دولة، حيث تعرض أجنحة دور النشر مؤلفات نادرة وحديثة في مختلف المجالات الأدبية والثقافية والمعرفية والعلمية، إلى جانب أجنحة الهيئات الثقافية والمؤسسات العلمية والأكاديمية في المملكة.

ويشاهد زوار المعرض غرفا صغيرة تشبه كبائن الاتصالات التابعة لوزارة البرق والبريد والهاتف في الثمانينات والتسعينات في السعودية والعديد من الدول الأخرى، لكن بوظيفة جديدة، هي الاستماع للكتب.

وتشرف هيئة المكتبات على مشروع كبائن المكتبة الصوتية "مسموع"، ضمن مبادرة "تقديم خدمات المكتبات في أماكن التجمعات" المندرجة في استراتيجية الهيئة، حيث يقدم المشروع محتوى صوتياً للكتب بطريقة تفاعلية وسهلة الوصول، تمهيداً لنشر المشروع في أماكن تجمعات أخرى.

وتتيح الكبائن للمستخدمين الاستماع للكتب الصوتية في الأماكن العامة عن طريق الجوال، حيث يمكن للمستفيد الاستماع للمحتوى الصوتي، وتصفح المحتويات وفق تصنيفات معينة مثل المدة، والمجال، والأكثر استماعاً، وغيرها، ثم يختار المستفيد الملف الصوتي المطلوب، مع إمكانية الاستماع لمقطع قصير منه مباشرة من خلال الجهاز أو مسح QR Code للاستماع لكامل الملف الصوتي عبر هاتفه المحمول.

حضور كبير للشعر والغناء

يحضر الشعر بمختلف أصنافه بشكل كبير في معرض الرياض الدولي بما يتفق وشهرة ومكانة الشعر في السعودية ومنطقة الخليج العربي عبر تاريخ شبه الجزيرة العربية، حيث تعرض دور النشر عناوين شهيرة لدواوين شعراء كبار وأخرى جديدة لشعراء مشاهير أو جدد في عالم القصيدة.

ويشارك مركز أبو ظبي للغة العربية في معرض الرياض بأجندة فعاليات حافلة في المعرض، كما يسلّط الضوء على الجزء الثاني من "سلسلة عيون الشعر العربي" وهي أكبر موسوعة للمختارات في الشعر العربي.

وتضمّ السلسلة مجموعة من الكتب التي أعدَّها نخبةٌ من الباحثين المتخصّصين في الشّعر العربيّ، إذ بلغت حتى الآن 75 جزءاً، وتستكمل حتى نهاية العام الجاري إلى الـ100، وتهدف إلى إعادة إحياء التراث الشعري العربي الذي يشكل الشاهد الكبير على الهوية والذائقة العربيتين.

كما يحضر بعض الشعراء بشكل شخصي في المعرض، مثل الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن، حيث يطل على جمهوره في جناح خاص بالمعرض يعرض فيه خمسة دواوين مطبوعة تضم أبرز أعماله الشعرية، التي يجري العمل على ترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

ويشارك الشاعر والأمير عبدالرحمن بن مساعد في فعاليات المعرض، حيث يقدم أمسية شعرية على مسرح أبوبكر سالم في بوليفارد رياض سيتي، يصاحبها حفل غنائي يجمع الفنان السعودي عايض والفنان اليمني فؤاد عبدالواحد والفنانة المصرية أنغام والفنانة التونسية أميمة طالب.

كما يشارك في فعاليات المعرض الفنية والموسيقية هذا العام، الموسيقار المصري العالمي عمر خيرت.

تونس عن قرب

تحضر جمهورية تونس في النسخة الحالية من معرض الرياض، بوصفها ضيف شرف، حيث يحتفي المعرض بالثقافة التونسية عبر جملة من الفعاليات في التراث والثقافة التونسية، بحضور كبار المفكرين والأدباء والمثقفين، والمختصين في الثقافة والتراث التونسي.

كما يقدم المعرض حفلات غنائية يصافح من خلالها فنانون تونسيون جماهيرهم ومحبيهم، كما سيقدم شعراء تونسيون إبداعهم الشعري في فضاء المعرض، حيث يقدم الموسيقار التونسي زياد غرسة ثلاث حفلات متتالية، والليلة التونسية للفنانين صابر الرباعي ولطيفة وألفة بن رمضان، وعرض باليه ألف ليلة وليلة، على مدى يومين.

مسرح وسينما

يرافق معرض الكتاب العديد من الفعاليات الفنية التي جعلته أشبه بمهرجان ثقافي، حيث تتضمن الفعاليات عروضا سينمائية ومسرحية يومية، مثل مسرحية "هما" للكاتب السعودي الراحل غازي القصيبي، والتي تعرض على مدى أربعة أيام في المسرح الأزرق بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.

صور ومخطوطات نادرة

تشهد نسخة المعرض الحالية، عرض مجموعة خاصة ومختارة من الكتب والمخطوطات والصور الفوتوغرافية والمجسمات النادرة، لأول مره من تاريخ الشرق الأوسط، وبينها قطعة فنية يعود تاريخها إلى عام 1840، وقد تم إنشاؤها بواسطة جورج وجون كاري، ويبلغ قطرها 36 بوصة، وتظهر المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وميناء الحجاج في جدة.

كما يتم عرض ألبوم نادر من الصور الفوتوغرافية التي تصور الملكة الراحلة إليزابيث الثانية ودوق إدنبرة في زيارتهما الملكية إلى السعودية عام 1979، و 39 صورة للملكة واستقبالها الرسمي من قبل الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، وحضورها لفعاليات تشمل سباق الهجن في الصحراء.