أحمد عبد
نعت الأوساط الثقافية والنخب العراقية المدير السابق للمركز الثقافي السوفيتي في بغداد، عادل العبيدي، الذي توفي في العاصمة الروسية موسكو.
العبيدي، الذي كان له سطوة في بغداد، تزامنًا مع فترة الاتحاد السوفيتي، غاب اسمه منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، بعد صراع حزب البعث والحزب الشيوعي الذي جرت ملاحقة غالبية أعضائه وسجنهم.
وعاش العبيدي في موسكو مع عائلته الصغيرة، ولكنه لم يتنازل عن تمسكه في الحزب الشيوعي والقومية، بحسب المقربين منه.
ويصف الإعلامي ومقدم البرامج سلام مسافر، الراحل العبيدي بـ"خيمة العراقيين في روسيا"، وقال عنه في نعي له "عارك الحياة رغم محن العراق منذ انخراطه في العمل السياسي والصحفي وصولًا إلى إدارة المركز الثقافي السوفيتي في بغداد عقد السبعينات، وتحول مبنى المركز في شارع (أبو نواس) جوار فندق بغداد إلى خلية نحل تموج بالنشاطات المسرحية والثقافية والوفود الفنية والاجتماعية وصار جسرًا بين موسكو وبغداد، ورفدت بفضل عادل العبيدي المعاهد السوفييتية عبر البعثات والمنح الدراسية بأعداد كبيرة من الطامحين للحصول على التعليم في الدولة السوفيتية".
وعرف عن العبيدي نشاطه الشيوعي منذ خمسينيات القرن الماضي، اعتقل وعذب في السجون لمرات عديدة قبل مغادرته العراق.
كان العبيدي بطلاً لروايات غائب طعمة فرمان (المرتجى والمؤجل)، إذ سرد فرمان جزءًا من حياة العبيدي في تلك الرواية.
ويشير الصحفي "مسافر"، إلى أنه من المفارقة أن "عادل العبيدي توفي في المستشفى رقم 67 بشارع سلام عادل في موسكو، الشارع الميمون باسم سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، وكان قد قضى تحت التعذيب بعد أيام من انقلاب الثامن من شباط 1963".
وشهد العراق في أربعينيات القرن المنصرم نشاطًا كبيرًا للحزب الشيوعي العراقي الذي لاقى قبولًا بين الأوساط الثقافية العراقية، وانضم إليه المئات من تلك النخب، حتى انقلاب 1963، حين سيطر حزب البعث على الحكم واستبعد ولاحق الأحزاب الأخرى كلها.
