مقتل 13 فلسطينيا جراء غارات جوية إسرائيلية خلال الليل على غزة
شكلت وسائل التواصل الاجتماعي معضلة بالنسبة للكتاب والأدباء؛ إذ يحتاج جذب المتابعين فنوناً إضافية، قد "تريق ماء الوجه".
ويثير الأمر تساؤلات حول كيفية مواكبة وسائل التواصل، دون أن "تريقَ ماء الوجه" وإذا كنت من أصحاب فنون الكتابة أو المسرح والسينما، فهل بإمكانك جذب المتابعين بالوسائل التقليدية، أم عليك التحديث والتنازل قليلاً عن الجدية، كي تقترب أكثر من الجمهور.
وتجد صفحات أشخاص مهمين في الفكر والأدب والفنون الأخرى، بأعداد متابعين منخفضة، مقارنة بالبلوغرات وصناع المحتوى الخفيف وأصحاب النكات.
بالمقابل، هناك إعلاميون وكتاب، قرروا التأقلم مع متطلبات هذه المواقع، فظهروا في فيديوهات خفّفت من شأنهم كثيراً.
ويقرّ القاص أحمد الخليل، بأن العالم دخل عصراً جديداً، تغيرت فيه أمزجة الناس وقناعاتهم وأسلوب تلقفهم للفنون.
ويضيف لـ"إرم نيوز": "لا نستطيع إدانة هذا التطور المذهل، بل علينا العمل من خلاله والتكيف معه لنشر محتوى جيد ضمن أسلوب عصري جذاب".
لكن الشاعر محمد عضيمة، يصف عالم السوشيال ميديا بالوهمي، الذي يمكن أن ينتهي بكبسة زر واحدة.
وذكر لـ"إرم نيوز": "إنه عالم للتسلية وليس للجديات، إلا ماندر. عالم قاتل لمن ليس لديه إمكانية التعامل معه.. عالم الفوضى والحرية والجنون، يستحيل التحكم به أو اعتماده كمقياس للجودة او الرداءة".
ويعترف القاص الخليل، بأن "الأميين باتوا يحتلون جزءا كبيراً من المشهد، وإنهم يحصلون على المتابعات عبر الأكاذيب والترهات"، ويضيف: "التفاعل يزداد طرداً مع السخافة والسطحية وزج الأطفال بقنوات التواصل الإجتماعي لجلب الاهتمام والمال".
ويقول الشاعر عضيمة: "المشكلة أن كل شيء أصبح مجانياً، النشر والتعليق والنقد والشتيمة والتعازي والتهاني.. إنه مجتمع افتراضي توازى فيه الأميّ مع المثقف الكبير، لكن ذلك لن يدوم طويلاً، فالانقلاب قادم لا محالة".
ويؤكد عضيمة، أن "الكتاب المعروفين الذين دخلوا هذا المجال، لم يستطيعوا منافسة مراهقي السوشيال ميديا، ومن تورط منهم في تقليد ما يجري، خسر هويته الأساسية، وفشل في تقمص هوية جديدة".
لكن المسألة بالنسبة للجيل الشاب تختلف جذرياً. فالشاعر أحمد سبيناتي يرى أن مواقع التواصل، "تطور طبيعي يأتي ضمن السياق العلمي لتطور الاتصالات، ويمكن للمبدع التحكم بها بحيث لا يريق ماء وجهه مقابل أي ثمن".
ويضيف سبيناتي:"الغث والسمين موجود على السوشيال ميديا. وبالنسبة لمعظم الكتاب الشباب، فهم يواكبون عبر الصورة والفيديو، ولا يتنازلون عن المضمون الجاد. السوشيال ميديا لا تعني الانحدار".
ورغم أن الشاعر عضيمة، لا يعول على السوشيال ميديا في إيصال الإبداع الحقيقي، إلا أن القاص الخليل، المنتمي لجيل أحدث، يقرّ بتحديث أدواته بما يتناسب وهذه المنصات.
وقال الخليل، إن "الابتعاد عن المطولات أهم شيء يجب على المبدع فعله. ولا مانع من الاشتغال على التشويق في أسلوب طرح الفكرة. فلا يمكن لأي أحد الانعزال أو مقاطعة السوشيال ميديا".
ويرى أن "المكاسب المادية التي أتاحتها صفحات السوشال ميديا، كانت السبب الرئيس في إقبال الناس عليها.
ويقول: "صرنا أمام سباق محموم بهدف الربح، وربما يشكل هذا امتحاناً مصيرياً بالنسبة للمبدعين في جميع الفنون".
ويرى عضيمة، أنا ما يجري،" جزء من تطور العالم نحو التسطيح والاستهلاك، وهو ما يشكل غربة بالنسبة للمبدع الذي لن يستطيع سلخ جلده، وارتداء ثوب مغاير، وإن فعل، فستكون خسارته مضاعفة بالتأكيد".
الشاعر الشاب سبيناتي، يرى أن مضمون المحتوى وأسلوب تقديمه، يختلف بالتأكيد تبعاً للجيل الذي ينتمي إليه المبدع.
وأضاف أن "الشاعر العشريني، يمتلك هوامش أكثر في التعامل من السوشيال ميديا، مقارنة مع شاعر في الستين من عمره، لكن الجدية يمكن أن تحضر عند الاثنين".
ويتحدث عضيمة بأسى، عن بعض الأسماء في الإعلام والأدب، تورطوا في تأسيس قنوات وتصوير فيديوهات لم تكن بحجم أسمائهم في الكتابة. لكن القاص الخليل يؤكد دعمه للمغامرة المحسوبة والمتزنة في مواقع التواصل.
وتظهر صفحات هذه المواقع، وكأنها خلطت جميع الأوراق في هذه المرحلة.