"لنتريت".. فيلم تونسي يسلط الضوء على المعاناة الصامتة للمتقاعدين (فيديو إرم)

يسلط فيلم القصير "لنتريت" للمخرج التونسي سمير الحرباوي، معاناة صامتة عاشها المتقاعدون في تونس قبل سنوات، وينطلق من نص أدبي لبلقيس ين خليفة.

وفاز الفيلم "لنتريت" بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان وجدة السينمائي، الذي اختُتم مؤخرا في المغرب، وشهد أيضا تتويجا تونسيا آخر في مسابقة الأفلام الطويلة ناله فيلم "معز الطريق الأسود" الحاصل على أفضل إخراج.

ويقول مخرج الفيلم الحرباوي، إنّ "لنتريت"، والعبارة تعني منحة المعاش، فيلم اجتماعي يصور معاناة صامتة عاشتها فئة من التونسيين المتقاعدين المحالين على المعاش سنة 2017 حين تأخر صرف منحهم، ما أدى إلى معاناة تركت آثارها الصحية والنفسية عليهم".

واعتبر الحرباوي في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، أنّ تلك الصورة بالنسبة إلى الشعب التونسي كانت جارحة وسيئة جدًا، وفي الأثناء جاءت فكرة إنتاج الفيلم القصير.

وأشار إلى أنّه "من المخرجين الذين يفضلون الاقتباس من الأدب التونسي بثرائه، وجاءت القصة من الكاتبة التونسية بلقيس خليفة، وكانت الرسالة التي سعينا إلى إيصالها إلى المتفرج هي أنه من العار أن يتم التعامل مع المتقاعد الذي أفنى عمره وجهده في خدمة البلد بهذه الطريقة، لا سيما أن هذه الفئة من كبار السن هم من المتعلمين فطريا وأحسنوا الاستثمار في أبنائهم".

وأعتبر الحرباوي أن الفيلم أنصف "هؤلاء الذين خدموا البلاد بكل تفان وضمير وفي النهاية واجهوا مثل هذا التعامل المهين، وهم يستحقون كل التقدير والاحترام والرعاية لأن هذا حقهم في حياة كريمة وفي أن توفر لهم الدولة أماكن ومرافق تحميهم وتؤويهم لكي لا يحسوا بالفراغ بعد أن كانون حركيين".

وبخصوص مشاركة الفيلم أخيرا في مهرجان وجدة السينمائي بالمغرب أشار الحرباوي إلى أهمية هذه المدينة ثقافيا وروحانيا، وقال إنه شارك المهرجان سنة 2015 وعاد إليه في عام 2022 ولاحظ أن هناك فرقًا شاسعًا جدًا وأن المهرجان ينمو وبلغ مرحلة من النضج وبات يصنف ضمن المهرجانات الكبرى.

وأشاد الحرباوي بمحتوى المهرجان والعروض والأفلام المختارة وجودتها والورش، التي تم تنظيمها على امتداد أيام المهرجان، الذي توج فيه فيلم "لنتريت" بجائزة أفضل سيناريو.

واعتبر أنّ التساؤل عن السينما التي نريد والسيناريو الذي نريد يتطلب كثيرا من اللقاءات والنقاش حتى نحدد ما نريد لإن الإشكال مركب جدا، مشيرا إلى مشكلة اعتبرها مهمة وهي مسألة التمويل حيث أن المخرج ليس مستقلا وهو مرتبط بدعم وزارة الثقافة التي لا تدعم إلا بعض المشاريع، ولا يمكن الإنتاج بالإمكانيات الذاتية فحسب.

وطالب الحرباوي بإعادة هيكلة قطاع السينما وتجديد القوانين المنظمة له، مشيرا إلى إنشاء المركز الوطني للسينما والصورة الذي اعتبر أنه لا يقوم بدوره الحقيقي في سن القوانين وإيجاد سبل النهوض بالسينما.

وذكر أن لمهرجان "أيام قرطاج السينمائية"، الذي من المقرر أن ينطلق نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري في تونس، خصوصيته وروحه ويمتد وجوده على أكثر من نصف قرن، لكنه نبه إلى أن أيام قرطاج السينمائية بات يشبه مهرجانات أخرى.