أشارت الكاتبة والقاصة الإماراتية شيماء المرزوقي إلى أن التطور الذي بات يحظى به أدب الطفل في الإمارات يعود للاهتمام الكبير بهذا الجنس الأدبي، ما مكّنه من النمو والانتشار وجذبه القراء.
وتوقعت المرزوقي، في حوارها مع "إرم نيوز"، أن يحقق أدب الطفل المزيد من التفوق والتميز بسبب الدعم الحكومي بموازاة استفادته من الخبرات الدولية في هذا المجال"، مشيرة إلى أن "شغفها للكتابة لليافعين يأتي ضمن مشروعها الأدبي الذي يستهدف صغار السن"، حسب تعبيرها.
وشيماء المرزوقي كاتبة وناقدة إماراتية ومؤلفة قصص أطفال وروائية، قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، وهي متخصصة في أدب اليافعين، ومن أعمالها "إنسال"، و"الروضة هي أجمل شيء"، وغيرهما.
صحيح. وأعتبر قصة الطفل تحديدا، هي المنصة التي انطلقت منها نحو مختلف الأجناس الأدبية. الشغف بالقراءة والكتابة بدأ معي منذ سن مبكرة من عمري، لكن تخصصي العلمي، وحصولي على شهادة البكالوريوس في تعليم الطفل ورياض الأطفال، ساهم في توظيف موهبة الكتابة والتأليف، ليصب في مجال قصة الطفل. وفي اللحظة نفسها إدراكي بأن قصة الطفل، على مستوى عالمنا العربي، ليست وفق المأمول، لذا حاولت الإضافة لمكتبة الطفل، بالكتابة في هذا المضمار.
لأن قدرات الطفل، وأيضا لغته، أكثر بساطة وعفوية، يجب أن تكون القصة وفق هذا المستوى من حيث اللغة البسيطة المختصرة، وأيضا في توافق الأفكار وطرحها مع قدرات الطفل. هذا جانب، أما الجانب الآخر، في نقطة جذب الطفل، وشد انتباهه، وهي مهمة صعبة جدا، ولا ينجح كثير من مؤلفي قصة الطفل في تحقيق هذا المتطلب، حيث تكون قصصهم موجهة، وصعبة، وغير جاذبة.
وبطبيعة الحال، فإنه في هذا العصر التكنولوجي، المهمة أصعب في ظل منافسة كثير من المثيرات، من الفيديو والصور المتحركة، للكتاب واقتنائه من الطفل.
دون شك، بالنسبة لي، الفنان الذي يقوم برسم قصص الأطفال، يجب أن يكون مبدعا ومتمرسا ولديه فهم لشخصيات القصة، ورسمها وتلوينها بطريقة مبدعة وجاذبة.. قد تكون لدينا قصة جميلة، وبسبب رسومات سطحية، لم تلقَ اهتماما أو نجاحا عند الأطفال.. لذا أعتبر أن الفنان المتخصص في رسومات الطفل مبدع وعملة نادرة.
وأعتقد أن القصة كلما كانت قريبة من مجتمع الطفل، ومن الأحداث اليومية التي يعيش فيها، وتم رسمها بشكل ممتاز، ستكون مقبولة وتجد الانتشار.
الحقيقة أن أدب الطفل وجد اهتماما كبيرا في الإمارات، ورعاية مكّنته من النمو والانتشار، وباتت قصة الطفل في الإمارات أكثر تطورا، وهي تنمو وتكتسب خبرات من مدارس عالمية من خلال المهرجانات العالمية، والمشاركة في المعارض الدولية، فضلا عن المناسبات الثقافية، التي يتم خلالها استضافة رواد في هذا المجال. ومثل هذا الزخم سيؤدي لنجاح لقصة الطفل في الإمارات، وتميزها وتفوقها.
أعتبر أن اهتمامي بالكتابة والتأليف لليافعين، نبع من قصة الطفل، بل هي السبب الذي مهد الطريق. ورواية "إنسال" تنحى هذا التوجه، فهي من ضمن مشروعي الأدبي الذي يستهدف صغار السن.
في هذه الرواية دمجت بين الآلة الربوت والإنسان. وهي تعالج هذا الزخم التكنولوجي الذي نعيشه، وكيف يؤثر على مفاصل حياتنا، وأكثر من يتأثر هم الأجيال الجديدة أو صغار السن.
أحد ملامح الرواية هو القصة وحالة السرد، وأعتقد أن مَن يكتب رواية سيكون ناجحا في كتابة أي لون أو جنس أدبي. لذا، أنا مطمئنة بأن الرواية ستحافظ على حضور القصة، بغض النظر عن توصيفها، كما أن السرد، وغيره من المتطلبات الفنية، سيتطور نحو الأفضل.
أجد في التوجه نحو الكتابة والتأليف في مجال الرواية، تطورا وفائدة للقصة بصفة عامة، وأن هذا التوجه سيرتد نحو القصة بشكل إيجابي.