logo
اقتصاد

تقرير: زراعة الحشيش تتراجع في لبنان مع تدهور قيمة الليرة

تقرير: زراعة الحشيش تتراجع في لبنان مع تدهور قيمة الليرة
19 أكتوبر 2020، 8:17 ص

أظهر تقرير ميداني لصحيفة "نيويورك تايمز" أن زراعة الحشيش في منطقة البقاع اللبنانية، والتي يعتمد عليها الأهالي في معاشهم، تواجه ظروفا صعبة نتيجة هبوط قيمة الليرة اللبنانية، فمزارعو هذه النبتة لم يعد يستطيعون تأمين تكاليف ما يُصرف عليها من أسمدة ومحروقات.

ويُسجّل التقرير، الذي نشرته الصحيفة الأمريكية اليوم الإثنين، أن الليرة التي يباع بها الحشيش فقدت 80٪ من قيمتها مقابل الدولار منذ الخريف الماضي، وارتفعت التكاليف.

وعلاوة على أن الأزمة المالية في لبنان أسهمت في تقويض السوق المحلية للمخدرات، وكذلك أدت الحرب في سوريا إلى تعقيد طرق التهريب، مما صعّب وصول التجار إلى الأسواق الخارجية.

تحولت من معيشة إلى هواية

وينقل التقرير عن المزارعين "اعتزازهم بذكريات الأيام التي كان فيها كيلوغرام الحشيش يباع بسهولة ما بين 500 إلى 800 دولار، ثم السنوات القليلة التي ارتفع فيها السعر فوق 1000 دولار، ويقارنون ذلك بأرباح منتج هذا العام التي قد تنخفض إلى حوالي 100 دولار للكيلو، وهو حال يصفه، مختار قرية اليمونه جمال شريف بأنه نهاية هذه المهنة: " زراعة الحشيش انتهت بالنسبة لنا، أصبحت مجرد هواية للبعض" كما يقول.





وكانت الحكومة اللبنانية أصدرت في شباط/ فبراير الماضي، قانونا يشرع زراعة الحشيش أو (القنب الهندي المخدر) للأغراض الطبية، لكن القانون لم يُطبق بعد، ولا يزال الحشيش المزروع في قرية اليمونة، مثلا، غير قانوني بسبب محتواه العالي من "رباعي هيدروكانابينول" المخدر.

وقد جاء ترخيص الحكومة اللبنانية بزراعة الحشيش الطبي بناء على توصية من شركة ماكينزي الاستشارية بدعوى أنه سيدر على لبنان أرباحا كبيرة تسعف في معالجة الوضع الاقتصادي.

وكان رأي وزير الاقتصاد، آنذاك، رائد خوري، أن الحشيش اللبناني من أجود الأنواع العالمية، مشيرًا إلى أنها قد تفرز صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار.

ولذلك كان لبنان أول بلد عربي يشرّع زراعته، وإن لم يتم تنفيذ القانون حتى الآن.

"شتلة مباركة"

ويعرض التقرير كيف أن الحشيش مزروع في كل بقعة من قرية اليمونة، البالغ عدد سكانها 5000 شخص: "مزروع في الحقول وعلى جوانب الطرق التي تراقبها الدوريات الأمنية، وتحت علم حزب الله"، كما يقول التقرير الذي ينقل عن مختار القرية جمال الشريف وصفه لنبتة الحشيش بأنها "شتلة مباركة" نظرا لخصائصها العديدة وسهولة زراعتها.





ويشير إلى أنها المرة الأولى منذ أن بدأت زراعة الحشيش قبل عقدين من الزمان، لم يزرع المختار شريف أيًا منها هذا العام . فسلسلة الأحداث في لبنان قضت على معظم الأرباح التي كانت تأتي مع هذا المنتج الرئيس للقرية، وبدلا من ذلك انتقل تركيز الأهالي إلى التفاح.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC