تنظم السعودية مهرجاناً دولياً للزيتون، بالتزامن مع تحولها لمنتج عالمي يمتلك واحدة من أكبر مزارعه في العالم وامتلاكها مصنعا عملاقا لعصر الزيتون بالتزامن في ظل تراجع زراعته في أشهر معاقله بالمنطقة.
وتعتبر دول بلاد الشام الأربعة، سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، من أشهر منتجي الزيتون في الشرق الأوسط، لكن منطقة الجوف الواقعة في شمال غرب السعودية تمتلك المناخ ذاته لتلك الدول، وباتت موطناً رئيسياً للزيتون مع تراجع زراعته في تلك الدول.
ويقام في مدينة سكاكا بالجوف، منذ الاثنين، مهرجان زيتون دوليا تشارك فيه العديد من الدول المنتجة للزيتون، ويلقى إقبالاً من السكان إلى جانب اهتمام مزارعي ومنتجي الزيتون الذين يعولون على الاهتمام الحكومي في تطوير زراعته وصناعته.
وألغى أمير منطقة الجوف، فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، قرار بيع تذاكر الدخول للمهرجان وفعالياته، وأصبحت مجانية للجميع بشرط الالتزام بحجز موعد مسبق للحضور لضمان عدم التزاحم ومخالفة إجراءات الوقاية من كورونا.
وساعد ذلك القرار في استقطاب زوار كثر للمهرجان الذي يستمر مدة عشرة أيام، ويصاحبه عروض ترفيهية وثقافية وفنية، ويتم في نهايته اختيار الفائزين بجائزة أمير منطقة الجوف لأفضل زيت وأفضل زيتون، وقيمتها نصف مليون ريال (نحو 133 ألف دولار).
وهذه هي النسخة الـ14 من المهرجان الذي تحول لفعالية دولية في السنوات الثلاث الماضية مع زيادة إنتاج المملكة من الزيتون وزيته بطرق حديثة لا تستهلك كميات كبيرة من المياه التي لا تتوفر بكثرة في المملكة.
لكن المدير الإداري للمهرجان، عبدالله الماجد، قال في تصريحات تلفزيونية إن المشاركة الخارجية في النسخة الحالية من المهرجان، جعلته دولياً أكثر من النسخ السابقة، حيث حضرت دول لها تجارب مهمة في قطاع الزيتون والزراعة بشكل عام.
وقال الماجد إن حضور دولة مثل إيطاليا للمهرجان، شكل فرصة للمزارعين السعوديين والمستثمرين في صناعته، كي يطلعوا على أحدث الآلات الزراعية والصناعية في القطاع، الذي تشتهر به إيطاليا. وتحضر أيضاً دول منتجة للزيتون في المهرجان، مثل الأردن وفلسطين وتونس وإسبانيا، بجانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وبينما ينهمك المزارعون السعوديون في بيع منتجاتهم أو توقيع صفقات تجارية، ينشغل سكان مدينة سكاكا بالاستمتاع في مسرح العروض الكرنفالية والمسرح الغنائي الذي يشهد فعاليات يومية طيلة أيام المهرجان.
