logo
اقتصاد

السعودية.. مسابقة "ريالي للتخطيط المالي" تكشف عن جيل جديد يتعلم الادخار

السعودية.. مسابقة "ريالي للتخطيط المالي" تكشف عن جيل جديد يتعلم الادخار
10 يوليو 2021، 9:25 ص

كشفت مسابقة نظمتها وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، عن وجود جيل من الأطفال والشبان السعوديين، ومن الجنسين، يمتلكون معلومات وافية عن ادخار النقود، ويحبذون اتباع ذلك السلوك.

وأعلنت وزارة التعليم عن نتائج مسابقة "ريالي للتخطيط المالي"، التي شارك فيها نحو 400 ألف طالب سعودي يتوزعون على مراحل التعليم الثلاث: الابتدائي، والمتوسط، والثانوي، وقد خضع جميعهم لدورة تدريبية، واجتازوا اختبارها بنجاح.

وقارب عدد المسجلين في المسابقة، نحو نصف مليون طالب وطالبة، ومن المتوقع أن ينضم نحو 100 ألف منهم لم يتجاوزا اختبار هذا العام لمسابقة العام المقبل، حيث تنظم الوزارة الدورة التدريبية بشكل سنوي، منذ العام 2017، ضمن خطة حكومية لتنمية ثقافة الادخار لدى الأجيال الجديدة.





وخضع المشاركون في المسابقة لدورة تدريبية أولًا، تعلموا فيها مفاهيم مالية عديدة، مثل: التخطيط المالي، والميزانية الشخصية، والكرامة المالية، والاستقلال المالي، وتحديد الأهداف، والتخطيط المالي، والميزانية، وتحديد الأولويات بالنسبة للنفقات، والحياة بعد التخرج، والانتقال من الادخار إلى الاستثمار، والاقتراض، وسداد الديون.

وحصل أول 100 فائز على كوبونات شرائية تتراوح قيمتها بين 2500 و 3500 ريال (660 ـ 930 دولارا) ، بهدف تحفيز الطلبة على الانضمام للمسابقة عبر مدارسهم التي يتم تكريمها أيضًا في حال فاز ممثلوها في المسابقة، كما يحصل أفضل 30 معلمًا ومعلمة مشاركين في البرنامج على جوائز أيضًا.

ويؤكد مشاركون في الدورة التدريبية والمسابقة، أنهم نجحوا بالفعل في ادخار أموال من مصروفاتهم الشخصية، ومبالغ أخرى حصلوا عليها من أهاليهم كمعايدات وهدايا مالية، وأنهم سيوجهون مدخراتهم نحو احتياجاتهم الضرورية.





وشهد الإعلان عن أسماء الفائزين قبل يومين، تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما حضر الأهالي لتهنئة أبنائهم، وشكر مدارسهم على متابعتهم خلال مراحل الدورة والمسابقة، في مؤشر على تلاشي النظرة السلبية لمفهوم الادخار في نفوس السعوديين.

ويقول القائمون على الدورة التدريبية، إنها تسهم برفع نسبة الوعي المالي لدى الطلبة في سن مبكرة، وإدراكهم لأولويات التفريق بين الحاجات والرغبات، وتهيئتهم لثقافة الادخار المالي، وكيفية التعامل مع الاستهلاك بطريقة منهجية، بحيث يكون الوعي مرتفعًا في التعامل مع حاجاتهم اليومية.

وتصنف السعودية في مرتبة متأخرة جدًا على المستوى العالمي من ناحية ادخار أموال الأسر في السعودية، وتبلغ نحو 1.6 % من دخل الأسرة السنوي، مقارنة بمعدلات مرتفعة بنسب 11% في ألمانيا، و36% في الصين، وبالمعدل العالمي البالغ 10% والمتعارف عليها عالميًا كحد أدنى لضمان الاستقلالية المالية على المدى الطويل.





ويقول خبراء المال، إن الادخار الأسري يلعب دورًا مهمًا في تحفيز النمو الاقتصادي في جميع الاقتصادات، وتساهم المدخرات في تقوية الأساس الذي يقوم عليه الاقتصاد الوطني، ولها دور مهم في تقليل التمويل الخارجي وضغوطه على العملة الوطنية، فضلًا عن أن تلك المدخرات تمثل جزءًا كبيرًا من اقتصادات الدول الصناعية.

وتسعى السعودية، إلى رفع نسبة الادخار لدى الأسر في المملكة بحلول عام 2030 إلى عدة أضعاف النسبة المسجلة حاليًا، وتندرج مسابقة "ريالي"، ومسابقات وبرامج أخرى، ضمن ذلك الهدف، حيث تقول دراسات متخصصة في الادخار في المملكة، إن هناك انخفاضًا في مستوى المعرفة والإلمام المالي لدى الأسرة السعودية.

وتعمل وسائل الإعلام المحلية، على زيادة توعية السكان بجدوى الادخار، وحثهم على اتباع ذلك السلوك المالي، بجانب دعوة البنوك والمؤسسات المالية على تسهيل الادخار، وتقديم خدمات بنكية تناسب البيئة السعودية، بحيث توفر منافع مستقبلية لتلك الأسر.

كما تشهد مواقع التواصل الاجتماعي التي تجذب ملايين السعوديين، نقاشات مستفيضة عن الادخار وأفضل طرقه، لاسيما خلال السنوات القليلة الماضية التي انخرط فيها عدد كبير من الشبان صغار السن في سوق العمل بالقطاع الخاص ذي الأجور المنخفضة مقارنة بالقطاع الحكومي.





وخلال السنوات العشر الأخيرة بدأت السعودية مشروعًا لتنويع مصادر الدخل، واتباع نهج اقتصادي مغاير، يتضمن في أحد بنوده، حث السكان على الادخار.

وفي حين يبرر بعض السعوديين الذين لا يدخرون أي جزء من مداخيلهم المالية بقلة تلك المداخيل مقارنةً مع مصروفاتهم، فإن مسابقة "ريالي" المخصصة للأطفال والشباب من الجنسين، كشفت عن وجود جيل جديد لا يؤمن بذلك التبرير.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC