logo
اقتصاد

"فاينانشال تايمز": سوق العملات المشفرة يواجه خيارًا مصيريًا

"فاينانشال تايمز": سوق العملات المشفرة يواجه خيارًا مصيريًا
16 يوليو 2021، 11:05 ص

رأت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، أن الشركات التي تتعامل بالأصول المشفرة باتت الآن تواجه خيارًا مصيريا، وهو كيفية العيش مع المنظمين أو تحمّل غضبهم.

ويتمثل أحد عوامل الجذب الرئيسية للمدافعين المتشددين عن الأصول الرقمية في أن الكثيرين من الناحية النظرية يتعاملون بالعملات الرقمية خارج نطاق الحكومة والسلطات النقدية، التي تشرف على الأنشطة في الأسواق التقليدية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين أن حلم النظام المالي اللامركزي لا يزال على قيد الحياة وبصحة جيدة في "مجتمع التشفير" العالمي، فإن ما تم تطويره بالفعل هو صناعة مليئة بالشركات المالية الكبيرة جدًا، مبينة أنها تتضمن عمالقة مثل "Coinbase" و"Binance"، إضافة إلى مصدري العملات المستقرة والرموز الرقمية المدعومة أو المرتبطة بأصول أخرى، مثل "Tether" و"USD Coin backer Circle".




وأوضحت أن بورصات العملات المشفرة تعالج مئات المليارات من الدولارات مجتمعة كل شهر، ووصلت القيمة السوقية لأكبر عملتين مستقرتين فقط إلى حوالي 90 مليار دولار، فيما ينتقل هذا النشاط بشكل متزايد إلى النظام المالي التقليدي المنظم بإحكام.

ولفت تقرير الصحيفة إلى أن العديد من البورصات تسمح بعمليات السحب والإيداع من الحسابات المصرفية، ومن خلال بطاقات الدفع الرئيسية.

وبحسب التقرير، فإن"Coinbase"، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، أدرجت في "وول ستريت" هذا العام، بينما تخطط شركة "Circle" للظهور لأول مرة في نيويورك من خلال صفقة مع أداة استثمارية مدرجة، في الوقت الذي تتطلع فيه الشركات المالية البارزة وصناديق التحوط أيضًا إلى الدخول في اللعبة.

واعتبر التقرير أن النمو الهائل للصناعة والطموحات الكبيرة تعززت من خلال قدرتها على العمل بعقلية "التحرك بسرعة"، عندما كان التشفير لا يزال في مراحله الأولى، وكان المنظمون قادرين في الغالب على تجاهل هذا الأمر باعتباره عرضًا جانبيًا.

وقال التقرير: "لكن الجهات الرقابية المالية تتصارع الآن مع أسئلة جادة، هي: كيف يمكنهم ضمان عدم استخدام العملات المشفرة في غسيل الأموال أو تمويل الإرهاب، وكيف يحمون المستهلكين من عمليات الاحتيال أو المخططات الأخرى".




وأضافت الصحيفة أن "هذه الزيادة في الاهتمام الإشرافي تشكل خطرًا كبيرًا على بعض اللاعبين، ولكنها تقدم أيضًا فرصة للآخرين، إذ إنها تسبب في نوع من الانقسام في صناعة التشفير، ورغم نجاح بعض المشغلين بإرضاء المسؤولين من خلال إعلان حسن نية امتثالهم أو من خلال شرح نماذج أعمالهم بتفاصيل مستفيضة، يلعب آخرون لعبة اللحاق بالركب".

وقال إيان تايلور المدير التنفيذي لشركة"CryptoUK"، وهي هيئة تجارية تمثل صناعة التشفير: "نحن بالضبط أصبحنا في مركز العاصفة"".

وأشار إلى أن العديد من المتعاملين "الأوائل" كان عليهم أن ينتقلوا من عقلية "كون العملات المشفرة خارج نطاق السيطرة المركزية"، إلى كونهم مشغلين رئيسيين وكبارا، معربًا عن اعتقاده بأن مثل هذه العملية ستكون في نهاية المطاف نعمة لمستقبل السوق.

وبينت الصحيفة أنه "يمكن أن يؤدي انفجار كبير إلى تدمير التقدم الذي أحرزه المؤيدون الذين عملوا لسنوات لإقناع المستهلكين والمستثمرين والمنظمين بشأن رؤيتهم لمستقبل التمويل والاستثمار في هذه السوق"، منوهة إلى أنه "من المتوقع أن يكون لشركات العملات المشفرة، التي تخضع نفسها لتدقيق أكثر صرامة، وقت أسهل في العمل ضمن حدود التمويل التقليدي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC