"الغارديان": زيادة "قناة السويس" لرسوم العبور تضع ضغوطا إضافية على سلاسل التوريد العالمية

توقعت تقارير اقتصادية، أن تشهد أسعار السلع في العالم مزيدا من الضغوط السعرية، وذلك بسبب إعلان قناة السويس رفع رسوم العبور.

وعرض تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم السبت، ما قاله رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، من أن "قرار الأسعار يعود بشكل أساسي إلى كونها الأكثر تأثرا بأزمة تفشي جائحة كورونا مقارنة بباقي أنواع السفن الأخرى، وأنه في قناة السويس يراعي مصالح مختلف الأطراف المعنية".

وتشير التوقعات إلى أن العالم الذي يعاني من أزمة سلاسل التوريد بعد التعافي التدريجي من الوباء، سيشهد خلال الفترة القادمة مزيدا من الضغوط التضخمية المؤثرة على سلاسل التوريد العالمية.

وكانت قناة السويس، أهم ممر مائي يربط آسيا بأوروبا، قد أعلنت يوم الخميس، عن رفع رسوم عبور السفن لعام 2022 بنسبة 6% مقارنة بأسعار العام 2021، اعتبارا من فبراير المقبل.

واستثنت قناة السويس سفن الغاز الطبيعي المسال والسفن السياحية من زيادة رسوم العبور، حيث عانى قطاع السياحة والسفر من خسائر طائلة على مستوى العالم، ومنها السفن السياحية واليخوت البحرية، ويتوقع أن يستكمل هذا القطاع تعافيه في عام 2022.

وقال رئيس القناة الفريق أسامة ربيع، إن "الهيئة حريصة على تطبيق استراتيجية تسعيرية وتسويقية متوازنة ومرنة تحقق مصالح الهيئة وعملائها، وتراعي الظروف الاقتصادية العالمية ومتغيراتها المختلفة".

 

وأكد أن "قرارات تحديد رسوم عبور قناة السويس والسياسات التسويقية المرنة، تخضع لدراسات مستفيضة يعدها خبراء الوحدة الاقتصادية التابعة لإدارة التخطيط والبحوث والدراسات في الهيئة بعد المتابعة الدقيقة والدراسة المتفحصة لكافة المتغيرات المتعلقة بسوق النقل البحري، ومؤشرات الاقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية".

ودللت هيئة قناة السويس بتوقعات صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية، أن حركة التجارة العالمية سترتفع بنسبة 6.7% عام 2022، ما يعني "أرباحا جيدة" لشركات الشحن.

وكانت قناة السويس، التي يمر عبرها حوالي 12% من التجارة الدولية، سجلت في أكتوبر أعلى حمولة شهرية في تاريخها بلغت 112.1 مليون طن، حيث عبرت القناة 1847 سفينة خلال أكتوبر بزيادة 14% عن العام الماضي، بحسب بيانات "الغارديان".

وفي شهر مارس الماضي، كان مجرى قناة السويس قد أغلق لستة أيام جراء جنوح سفينة الحاويات العملاقة "إيفرغيفن".

ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس شركة الأبحاث "فوريستر"، جورج لوري، قوله، إن "صناعة الشحن العالمية لا تزال تتعافى من الاضطراب الذي أحدثته سفينة إيفرغيفن".

 

وأوضح لوري أن "أنماط الاستهلاك والتسوق التي جاءت بعد الوباء، شهدت تغيرا ملموسا بما في ذلك زيادة التجارة الإلكترونية، مما أدى لزيادة الطلب على واردات شحنات الحاويات من السلع الاستهلاكية إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، مع ملاحظة أن الأسواق الجديدة تطلب مزيدا من السلع المصنعة في آسيا، وهو ما يفضي بالضرورة لزيادة حركة سفن الحاويات"، وفق تعبيره.