غالانت: لدينا خطط جاهزة لشن مزيد من الضربات على حزب الله

logo
اقتصاد

قطاع الطائرات الروسية بين مطرقة العقوبات وسندان الاقتصاد

قطاع الطائرات الروسية بين مطرقة العقوبات وسندان الاقتصاد
14 مارس 2022، 9:29 م

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، قانونًا يسمح لشركات الطيران الروسية بالسيطرة على طائرات أجنبية مستأجرة، في خطوة تصعيدية جديدة لإنقاذ قطاع الطيران فى البلاد.

جاءت تلك التحركات ردًا على المهلة التي منحها الاتحاد الأوروبي لشركات التأجير بإنهاء العقود مع شركات الطيران الروسية، والتي من المفترض أن تنتهي في 28 مارس/ آذار الجاري.

ومن المرجح أن تبرر موسكو منع خروج الطائرات من البلاد إلى العقوبات المفروضة وحظر الطيران الجوي مع دول أوروبا، وهو ما سيؤدى إلى بحث الاتحاد تخفيف العقوبات حتى تتفادى شركات تأجير الطائرات الأوروبية الخسائر التي قد تصل إلى حد الإفلاس، بحسب لورين دونال، الباحثة الاقتصادية.

وتقدر القيمة السوقية للطائرات المستأجرة بحوالي 12 مليارا، وبالتالي من الصعب على الشركات الروسية أن تدفع القيمة للشركات التي تقوم بتأجير الطائرات لها، وفق دبلوماسي غربي.

وقبل يومين نشرت الحكومة الروسية رسالة نصية على تطبيق "تيليجرام"، تضمنت مقترحا يقضي بالسماح للطائرات الأجنبية التي استأجرتها شركات الطيران الروسية بالتسجبل كممتلكات لشركات الطيران، ومنحها شهادات صلاحية طيران روسية.

لكن، ردت وكالة الطيران التابعة للأمم المتحدة، في 11 مارس/ آذار الجاري على هذا المقترح عبر رسالة على موقعها الإلكتروني، بأن أي تسجيل مزدوج للطائرات المملوكة لأجانب تستأجرها شركات الطيران الروسية سيكون غير متسق مع اتفاقية المبادئ الأساسية للطيران العالمي.

ضربة موجعة

مع هذا وصف عدد من الخبراء العقوبات التي فرضت على قطاع الطيران الروسي بأنها ضربة موجعة، وذلك لاستحواذ روسيا على 6 % من طاقة الطيران الدولي وفق إحصائيات 2021.

وقد يؤدى المزيد من التصعيد مع روسيا، بجانب ارتفاع تكاليف التشغيل وفي مقدمتها الوقود الذي تأثر بالحرب إلى زيادة أسعار تذاكر الطيران، بحسب ما أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية.

ووفقًا لشركة تحليلات الطيران Cirium، تمتلك شركات الطيران الروسية 980 طائرة ركاب في الخدمة، منها 777 مستأجرة.

ومن بين هذه الطائرات، تم استئجار 515 طائرة تقدر قيمتها السوقية بنحو 10 مليارات دولار من شركات أجنبية مثل إيركاب (AER.N) وإير ليز (AL.N).

وكانت الحزمة الأولى من العقوبات التي فرضت على الطيران الروسي، عقب التدخل العسكري فى أوكرانيا هي حظر بيع الطائرات وقطع الغيار لشركات الطيران الروسية، ومع زيادة الأعمال القتالية فى أوكرانيا صعد الاتحاد العقوبات بحظر جميع الطائرات الروسية سواء التجارية أو الخاصة من التحليق في المجال الجوي الأوروبي والأمريكي والكندي.

وبموجب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإن أكبر شركتي تصنيع طائرات في العالم، بوينغ وإيرباص، لم تعودا قادرتين على توفير قطع الغيار أو تقديم دعم الصيانة لشركات الطيران الروسية.

ردا على ذلك حظرت روسيا شركات طيران أوروبية وأمريكية وكندية من التحليق في مجالها الجوي، وأعلنت هيئة الطيران المدني الروسية رسميا أنها أغلقت مجالها الجوي أمام شركات الطيران لما لا يقل عن 37 دولة.

وبعدها بدأت روسيا إجراء محادثات مع الهند وتركيا للحصول على قطع الغيار اللازمة لاستمرار حركة الطيران بين العالم، بعد رفض الصين إمدادها وفقا لوكالتي "تاس" و"إنترفاكس".

بدائل غير مجدية

وعلق فيكتور بيرتا ، نائب رئيس استشارات تمويل الطيران في ACC Aviation ، على منع توريد قطع الغيار بأن شركات الطيران الروسية تواجه مخاطر كبيرة تؤدي إلى توقف حركة الطيران بشكل عام.

ويعد قطاع الطائرات الروسية، أبرز القطاعات الاقتصادية التي تعتمد عليه روسيا بعد النفط فى إنعاش اقتصاد البلاد، بحسب ماكس كينجزلي من شركة أسيند لاستشارات الطيران.

ولم يتوقف الأمر عند انعكاس التأثير على الصناعة، بل بات الأمر له علاقة بزمن إطالة الرحلات بين آسيا ودول أوروبا، وبالتالي فإن جميع الرحلات ستكون غير اقتصادية في حال التوجه إلى خطوط بديلة، بحسب خبراء تحدثوا إلى وكالة رويترز.

وسيكون التأثير الأكبر على الرحلات الجوية بين أوروبا ووجهات شمال آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين، لكن الطرق الأخرى المتأثرة تشمل جنوب شرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة والهند.

وتوقعت شركات الطيران أن يزيد أمد الرحلة بعد إغلاق المجال الجوي الروسي أمام طائرات دول الاتحاد الأوروبي المتجه من مدينة فرانكفورت الألمانية إلى الصين بنحو 90 دقيقة، أما الرحلات من العاصمة الفنلندية هلسنكي إلى طوكيو فستضاف إليها خمس ساعات أخرى.

وقال بريندان سوبي، وهو محلل طيران مستقل مقره في سنغافورة، إن فترات الرحلات الطويلة تؤدي أيضًا إلى ارتفاع التكاليف على الموظفين، وعدم تحمل القدرة على الدفع، بالإضافة إلي ارتفاع أسعار العقود التي يتم احتسابها على أساس ساعة الطيران.

وأضاف "مصدر قلق آخر هو أن يتأثر الطلب الدولي على الركاب في بعض الأسواق، ما قد يؤدى إلى انتكاسة في التعافي الشامل للسفر الجوي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC