حرب العملات.. واشنطن تقطع الطريق على اليوان الصيني في العراق

تتصاعد الحرب المالية بين واشنطن وبكين حول سيطرة عملاتهما في التعاملات التجارية العالمية، وانعكس هذا الصراع على الاقتصاد العراقي بعد فرض البنك الفيدرالي الأمريكي على العراق إيقاف التعامل بالعملة الصينية، محذرًا إياه من عقوبات اقتصادية.

وتسعى الصين إلى الدفع بعملتها اليوان لتتصدر قائمة العملات الأجنبية، عبر استمالة الدول من خلال خصومات على بضائعها، وتقليل فوارق صرف العملة، وتعزيز عملتها بالمزيد من الذهب، بهدف إضعاف الدولار الأمريكي ضمن استراتيجية قائمة منذ أكثر من خمس سنوات.

 وكان البنك المركزي العراقي قد أقر عام 2023 سلسلة من التعديلات على التعاملات المالية بهدف تعزيز الدينار العراقي مقابل العملات، وتخفيف الطلب على الدولار في التعاملات الداخلية.

وسمح البنك المركزي العراقي للتجار والمستوردين بالتعاملات التجارية والمالية مع الصين بتسديد قيم الاستيرادات بعملة اليوان الصيني، وعزز أصوله المقومة باليوان في يناير من خلال بنك التنمية السنغافوري لتمويل التجارة والواردات العراقية مع الصين بنحو 12 مليار دولار سنويًا.

لكن يبدو أن واشنطن أدركت خطة الصين الرامية لإدراج العراق ضمن قائمة الدول التي تتعامل باليوان، على غرار (روسيا، إيران، الأرجنتين، البرازيل، وبنغلاديش)، وتدخلت عبر البنك الفيدرالي الأمريكي الذي لوح بعقوبات اقتصادية ستطال العراق في حال استمر بتعاملاته باليوان.

عضو اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي، معين الكاظمي، أكد "تراجع العراق عن التعامل بالعملة الصينية اليوان، بعد تهديدات تلقاها البنك المركزي من البنك الفيدرالي الأمريكي الذي فرض على البلاد عدم التعامل سوى بعملة الدولار".

وقال الكاظمي لـ "إرم نيوز" إن "العراق غير قادر على التخلص من هيمنة الدولار على تعاملاته المالية، بسبب قيود البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يتم إيداع أموال العراق فيه جراء بيع النفط، والتي تتجاوز السبعة مليارات شهريًا".

منع الفيدرالي الأمريكي التعامل باليوان

وعاود الدولار صعوده مقابل الدينار العراقي جراء منع الفيدرالي الأمريكي التعامل باليوان، نتيجة زيادة الطلب عليه من قبل التجار والشركات التي تتعامل مع الصين.

وحول هذه الخطوة، يقول الخبير الاقتصادي، هادي الدراجي، "إن تأثيرات هذا القرار ستنعكس سلبًا على العراق مع زيادة الطلب على الدولار مرة أخرى، ومن المتوقع أن تنخفض العملة العراقية أمام الدولار خلال الأيام القليلة المقبلة".

وأضاف الدراجي لـ "إرم نيوز" أن "العراق أراد بتعاملاته باليوان تسهيل عملية التحويلات المالية للصين لقاء الاستيرادات، مع تنويع التعامل بالعملات الأجنبية لدعم عملته المحلية".

وشهدت سوق العملات في العراق خلال اليومين الماضيين زيادة في سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، مع ارتفاع في أسعار السلع والبضائع المستوردة بشكل خاص.