أكد الرئيس إيمانويل ماكرون مجددا أن فرنسا لن توقع على المعاهدة التجارية بين الاتحاد الأوروبي و"ميركوسور" على وضعها الراهن، مطالبًا بأخذ مخاوف بلاده في الاعتبار.
وتضغط المفوضية الأوروبية وأغلبية الدول الأعضاء من أجل إبرام الاتفاقية التجارية بشكل نهائي بين الاتحاد الأوروبي و"ميركوسور" (تحالف يضم الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وباراجواي وأوروجواي).
لكن تعارض الحكومة الفرنسية مثل هذا المشروع "بشكله الحالي"، وذلك بسبب منافسة مزارعي أمريكا الجنوبية ومعايير الإنتاج المختلفة، بحسب موقع "Toute l'Europe".
مخاوف فرنسا
وينص اتفاق الاتحاد الأوروبي وميركوسور على تحرير التجارة بين الكتلتين الاقتصاديتين، أي تخفيض الرسوم الجمركية مما قد يؤدي إلى زيادة واردات المنتجات الزراعية في أمريكا الجنوبية، وخاصة لحوم البقر، وبذلك يستطيع مربو أمريكا الجنوبية تصدير 99 ألف طن من لحوم البقر سنويًا بتعريفة جمركية تبلغ 7.5%.
لكن المزارعون الفرنسيون يخشون هذه المنافسة المتزايدة، التي يعتبرونها غير عادلة بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج والمعايير الأقل صرامة في دول ميركوسور، حيث إن بعض هذه الدول تسمح باستخدام المضادات الحيوية لحيوانات المزرعة والمبيدات الحشرية المحظورة في أوروبا.
في حين أن القواعد التنظيمية الخاصة برعاية الحيوان أقل صرامة من تلك الموجودة في الاتحاد الأوروبي.
ويحظر الاتحاد الأوروبي بشكل خاص استخدام هرمونات النمو أو المضادات الحيوية لتعزيز نمو الحيوانات، ويتم إجراء الفحوصات عند نقاط الدخول إلى الاتحاد الأوروبي للتحقق من مطابقة المنتجات المستوردة.
لكن فرنسا ترغب في إدخال "شروط مرئية" لضمان اتباع المنتجات المستوردة لنفس معايير الإنتاج المعمول بها في الاتحاد الأوروبي.
المخاوف البيئية
كما تعرب فرنسا عن تحفظاتها بشأن العواقب البيئية للاتفاق، حيث تتعارض الممارسات الزراعية في بعض دول ميركوسور، مثل إزالة غابات الأمازون لتوسيع الأراضي الزراعية، مع التزامات الاتحاد الأوروبي بشأن المناخ.
وتعتقد باريس أن الاتفاق، بصيغته الحالية، يمكن أن يضر بأهداف التنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ، ولهذا السبب تطالب الحكومة الفرنسية بإضافة الالتزام بالامتثال لاتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.