logo
اقتصاد

المغرب.. تزويد أوروبا بالهيدروجين الأخضر يُغري شركات عالمية

المغرب.. تزويد أوروبا بالهيدروجين الأخضر يُغري شركات عالمية
16 فبراير 2024، 4:40 م

تُغري سياسة الطاقة في المغرب وإمكاناته المتاحة كبريات الشركات العالمية؛ ما يضعها في دائرة اهتمام مجموعة من الدول الأوروبية، خصوصاً في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، باعتباره طاقة المستقبل.

وأفادت تقارير مختصة في مجال الطاقة، بأن ألمانيا تتطلع إلى استيراد الهيدروجين الأخضر من دول شمال أفريقيا، وفي مقدمتها المغرب، كما يتهم مستثمرون من أستراليا وفرنسا والهند وبريطانيا بإقامة مشاريع في المغرب.

وخصص صندوق التنمية الألماني، أخيرًا، نحو 291 مليون دولار، لدعم المطورين في المغرب وعدة دول أخرى المتخصصين في تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر.

وكانت دراسة أجرتها شركة "Aurora Energy Research"، كشفت أن استيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب سيكون أكثر جدوى اقتصادياً من الإنتاج المحلي في أوروبا بحلول عام 2030.

أخبار ذات صلة

"تقارب لافت" ينعش الآمال بإطلاق نفق بحري بين المغرب وإسبانيا

           

وأكدت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أوديل رونو باسو، في تصريحات سابقة بمراكش، أن المغرب بإمكانه أن ينتج الهيدروجين الأخضر بأدنى تكلفة في العالم.

والمغرب من الدول الست في العالم التي تمتلك إمكانات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهو ما من شأنه أن يؤهل البلاد للاستحواذ على 4% من الطلب العالمي بحدود سنة 2030، وفق تقديرات "مجلس الطاقة العالمي".

واعتمد المغرب سنة 2021 استراتيجية للهيدروجين الأخضر بهدف إنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب طاقة نظيفة بقدرة 16 غيغاواط، بحسب تصريحات رسمية.

ويُنتج الهيدروجين الأخضر، عبر عملية التحليل الكهربائي للماء، فيما يشترط للكهرباء أن تكون من الطاقة المتجددة، وبالتالي تنتج طاقة دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي المسبب للاحتباس الحراري.

طموحات مغربية

ورأى الباحث والخبير في قانون الأعمال والاقتصاد بدر الزاهر الأزرق، أن المغرب يطمح إلى أن يُصبح منصة لإنتاج الطاقات المتجددة سواء بشكلها الكلاسيكي (الطاقات الريحية، والشمسية، والهيدروليكية)، وفي نفس الوقت تطمح المملكة إلى تقديم نفسها كمنصة للجيل الجديد من الطاقات المتجددة كالهيدروجين الأخضر.

إن المملكة تلعب على وتر عوامل البنية التحتية والموارد البشرية المؤهلة، والقرب الجغرافي الكبير من أوروبا
بدر الزاهر الأزرق

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن المملكة تلعب على وتر عوامل البنية التحتية والموارد البشرية المؤهلة، والقرب الجغرافي الكبير من أوروبا، وتقدم نفسها كبديل لمجموعة من مصادر الطاقة الأحفورية، في مقابل ذلك فهي تسعى إلى الاستفادة من تمويلات لمشاريعها الطاقية، وكذلك الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.

ورجح الأزرق أن المصلحة مشتركة بين الدول الأوروبية وبين المغرب في إقامة منصات للطاقات المتجددة أو الهيدروجين الأخضر؛ على الأقل من أجل تعويض جزء من التدفقات الطاقية التي كانت تأتي من روسيا، والتي توقفت خلال الأشهر الماضية.

زخم في المشاريع

وأشار الأزرق إلى أن مجموعة من الدول الأوروبية، تُبدي استعدادها للانخراط في مشاريع الهيدروجين الأخضر بالمغرب؛ وذلك لعدة أسباب أبرزها البنية التحتية المحفزة التي تمتلكها البلاد، والنجاحات التي حققتها المملكة في مجال الطاقات المتجددة.

وأطلق المغرب منذ عام 2009 استراتيجية لتنمية الطاقات المتجددة توفر حاليا نحو 40% من إنتاجه من الكهرباء، ويسعى إلى رفع هذا المعدل إلى 52% في أفق العام 2030.

وبيّن الأزرق أن هذه المحفزات تُغري مجموعة من الدول والشركات العالمية التي عبرت في مناسبات عديدة عن رغبتها في عقد شراكات مع المملكة.

ومضى قائلًا: "رأينا هذا الأمر مع ألمانيا وإسبانيا في الطاقات الخضراء، ورأيناه أيضاً في مجال الإمداد بالطاقات المتأتية من مصادر نظيفة بالنسبة لبريطانيا (الكابل البحري)، وإيطاليا".

يعمل المغرب على كل الأصعدة، مستثمرا في ذلك ما يتوفر عليه من بنيات تحتية محطة نور 1 و2 للطاقة الشمسية وغيرها، وإنجاز مشروع أنبوب الغاز الذي يربطه بنيجيريا
بدر الزاهر الأزرق

وشدد على أن المملكة "تعمل على كل الأصعدة، مستثمرة في ذلك ما تتوفر عليه من بنيات تحتية محطة نور 1 و2 للطاقة الشمسية وغيرها، وإنجاز مشروع أنبوب الغاز الذي يربطها بنيجيريا".

وأكد الأزرق أن هذا "الزخم في المشاريع يؤكد أن المملكة انخرطت في مشاريع متوسطة وبعيدة المدى لتأمين إمداداتها من الطاقة، وفي نفس الوقت تعمل على تطوير بنيتها التحتية الطاقية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC