"جون أفريك": المضاربة والتجارة غير المشروعة أضرّت "الكاكاو العاجي"
قالت مجلة "جون أفريك"، إن المضاربة والتجارة غير المشروعة أضرّت "الكاكاو العاجي"، إذ إن كوت ديفوار "ساحل العاج" تكافح لتلبية طلباتها من الكاكاو، رغم أنها أكبر منتج للكاكاو في العالم بمتوسط مليوني طن سنويًا.
وأدى الانخفاض الكبير في المحاصيل بنسبة 30%، والذي يرجع أساسًا إلى الظروف الجوية السيئة، وإلى انخفاض العرض ودفع أسعار الكاكاو، إلى ارتفاع بنسبة 130% تقريبًا خلال العام الماضي في بورصتي لندن ونيويورك.
وبينت المجلة أن "Conseil Caf Cacao"، وهي هيئة تنظيمية للقطاع، "أنه يتم احتجاز حوالي 40 ألف طن من حبوب الكاكاو في المستودعات من قبل وسطاء يطالبون بما يصل إلى 1800 فرنك أفريقي (2.64 يورو) للكيلو الواحد، على الرغم من تحديد السعر الرسمي بـ 1500 فرنك أفريقي، فرنك (2.20 يورو)".
ويشتري الوسطاء مباشرة من المنتجين المحليين، عادة في المناطق الريفية، ويهيمنون على السوق من خلال تمثيل 80% من المشتريات، في حين تتولى التعاونيات التعامل مع نسبة 20% المتبقية، وفقًا للمجلة.
ونقلت المجلة عن زياد الحموي، المدير التنفيذي لشركة "طرزان" للنقل والخدمات اللوجستية، قوله إن بعض هؤلاء المشترين المستقلين يزعمون زورًا أنهم استنفدوا إمداداتهم، ويعتزمون بيع الحبوب المخزنة بأسعار الذروة.
وتؤدي تلك الممارسة، بحسب المجلة، إلى تفاقم المضاربة والضغوط على الأسهم، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تلف الحبوب وتصبح غير قابلة للبيع، وهو ما دفع لإيقاف شركة اتحاد المقاولين عن العمل حوالي 40 مشتريًا يشتبه في قيامهم بالمضاربة على الأسعار في شهر أيار/مايو الماضي.
وأشارت المجلة إلى أن الهيئة التنظيمية تخطط لحظر المشترين الوسطاء بحلول نهاية عام 2025، ويتم دعم هذه المبادرة من خلال النظام الوطني الجديد لتتبع القهوة والكاكاو، الذي تم إطلاقه في شهر كانون الأول/سبتمبر من عام 2023.
ويهدف النظام إلى تتبع المنتجات من المنتج إلى المستهلك باستخدام وضع العلامات الدقيقة وتسجيل المعاملات، وفقًا لأرسين داديه، مدير الوفود الإقليمية والتسويق المحلي في الهيئة.
ولفتت المجلة إلى أن الهيئة أوقفت صادرات الكاكاو منذ الـ7 منة شهر حزيران/يونيو الماضي، لإعطاء الأولوية للمصنعين المحليين، الذين يعانون بسبب نقص المواد الخام.
وتشير المجموعة المهنية لمصدري القهوة والكاكاو (Gepex) إلى أن أقل من 430.000 ألف طن من الكاكاو في ساحل العاج منذ بداية موسم 2023-2024، وذلك بانخفاض حوالي 12٪ عن العام السابق، ويشكل الاتجار بالبشر إلى ليبيريا وغينيا وتوغو المجاورة تحديًا آخر.
وتقدر الحكومة أنه تم تهريب 100 ألف طن من الكاكاو إلى الخارج منذ بدء موسم الحصاد 2023-2024، وفقًا للمجلة، التي أكدت أن هذه التجارة عبر الحدود، المدفوعة بفروق الأسعار وأنظمة السوق، تقوض إمكانية التتبع والوفاء بالعقود.
ويسلط باكاري تراوري، المدير التنفيذي لمبادرة تنمية المجتمع والحفاظ على الغابات (IDF)، الضوء على أن بعض المنتجين الإيفواريين ينتقلون إلى دول مثل ليبيريا، التي تستضيف أكثر من نصف الغابات الاستوائية المتبقية في غرب أفريقيا، لإنشاء مزارع الكاكاو.
وتؤدي هذه الهجرة إلى تفاقم إزالة الغابات وتزيد من تعقيد الجهود المبذولة للسيطرة على سلسلة توريد الكاكاو وتتبعها.
ونوهت المجلة إلى أن الاتحاد الأوروبي سينفذ لائحة جديدة في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2024، لتعزيز إمكانية التتبع ومكافحة إزالة الغابات، حيث ستحظر هذه اللائحة استيراد منتجات مثل الكاكاو وزيت النخيل وفول الصويا والخشب والمطاط والقهوة من المناطق التي أُزيلَت الغابات فيها بعد عام 2020.
