خبراء: أمريكا تستثمر في ممر "لوبيتو" لتعويض خسارتها بأفريقيا

قال خبراء إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها الاستثمار في توسيع ممر "لوبيتو"، هو عبارة عن تعويض لخسارتها في أفريقيا عبر إيجاد مواقع نفوذ جديدة.

وأثار الاستثمار الأمريكي في توسيع ممر "لوبيتو"، الذي يتمثل في مشروع سكك حديدية، تربط أنغولا بزامبيا، وصولاً إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، تساؤلات حول دلالاته.

ويأتي الإعلان الأمريكي في وقت تعزز فيه روسيا من نفوذها في أفريقيا، بعد أن أصبح لها حضور في كل من: بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وليبيا، وسط مساعٍ مكثفة من الولايات المتحدة للتصدي إلى ذلك.

وجاء المشروع، الذي يطل على المحيط الهندي عبر تنزانيا، في خضم مخاوف من أزمات سياسية في المنطقة، خاصة مع تصاعد الانتقادات تجاه الرئيس الرواندي بول كاغامي، وذلك بعد فوزه، في شهر تموز/يوليو الماضي، بولاية رابعة.

أسوة بالصين

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد الحاج عثمان، إن الاستثمار الأمريكي، "يكرّس حالة الاستقطاب حول أفريقيا، ومحاولات الغرب الإبقاء على هيمنته على القارة، خاصة أن فيها من الثروات الطبيعية ما يكفي على غرار الليثيوم، والألمنيوم".

 وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "الولايات المتحدة فقدت الكثير بعد طرد قواتها من النيجر، وإغلاق قاعدتها العسكرية في نيامي، لذلك تسعى إلى تعويض هذه الخسارة، بإيجاد مواقع نفوذ جديدة، وذلك من خلال دبلوماسية ناعمة واقتصادية، وهي تقوم بذلك أسوة بالصين".

ويفترض أن يمتد ممر "لوبيتو"، على مسافة 1300 كيلومتر من ميناء لوبيتو في مقاطعة بنغيلا على ساحل المحيط الأطلسي الأنغولي إلى مدينة لوآو على الحدود الشرقية لأنغولا مع الكونغو الديمقراطية، وعلى مقربة من غرب زامبيا.

مجرد بداية

وبدوره، قال الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية إبراهيم كوناتي، إن "دولتي زامبيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تُعرفان بالثروات المعدنية، لذلك أعتقد أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق مكاسب في معادن، مثل: الليثيوم، والنحاس، والمنغنيز، وغيرها".

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن تلك المعادن "يتم الاعتماد عليها بشكل كبير في صناعة التكنولوجيا"، مشيرًا إلى توقعات "بأن الفترة المقبلة قد تشهد تصاعد الخلافات بشأن هذه المعادن في القارة الأفريقية".

وأضاف كوناتي أنه "من المتوقع أن يتم استكمال تشييد ممر لوبيتو، في عام 2029، لكن حتى العمليات الأولية التي جاءت كنتيجة لاتفاقات وقعتها شركات أجنبية، فإنها كانت مجرد بداية ولم تتطور".

ورجح "أن تدفع الولايات المتحدة الأمريكية نحو استكماله في موعده المحدد سلفًا، خاصة أن المنطقة تشهد استقرارًا حذرًا، الآن، ما يمكنها من إحراز تقدم في الأشغال".

ونوه كوناتي إلى أن "مؤسسة التمويل الإنمائي الدولي الممولة من الولايات المتحدة الأمريكية، هي التي ستقوم بالتنسيق مع شركاء أوروبيين لاستكمال المشروع بتكلفة تقدر بـ250 مليون دولار تقريبًا، وهو رقم بإمكان هؤلاء توفيره بسهولة".